تطلق وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف حملاتها التحسيسية قبيل الشهر الفضيل، حيث سيركز الأئمة في خطبهم ولقاءاتهم اليومية بالمصلين، على فوائد الصيام على المجتمع ككل ومخاطره على المرضى الذين سيستفيدون من نصائح خاصة من قبل أئمة المساجد. تستعد وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لتنظيم ملتقى وطني يحضره عدد من الأئمة والمرشدين الدينيين، بالإضافة الى أطباء مختصين لإلقاء الضوء على فوائد الصوم التي يجنيها الجسم، مع التركيز على مخاط الصيام على بعض المرضى وضرورة تنبيه الأئمة الى إجراء خطب تحسيسية لحث المواطنين المرضى على تجنب الصيام حفاظا على سلامتهم . الحوامل والأمراض المزمنة في المقدمة تحتضن دار الإمام بالمحمدية الاثنين المقبل لقاء يجمع الأئمة والمرشدات الدينيات بأطباء مختصين. يهدف هذا اللقاء المنظم من قبل وزارتي الصحة والشؤون الدينية، إلى تسليط الضوء على أهم الامراض التي يمكنها أن تعيق الصيام وتشكل خطورة على المريض إذا واصل الصيام. وفي هذا الخصوص أكدت الدكتورة ''جميلة نذير عزير''، ممثلة مكتب الامراض غير المتنقلة بوزارة الصحة، ان اللقاء يرمي الى منح الأئمة ثقافة صحية أكبر تمكنهم من مناقشة موضوع الصيام من عدمه رفقة المرضى، حيث لا يعتمد الكثير منهم خاصة كبار السن، حسب السيدة عزير، على رأي الأطباء ويصرون على الصيام، أما إذا جاء المنع من قبل إمام الحي فإن المريض يتقبل ذلك بصورة أكبر وهو ما دفع وزارة الصحة الى العمل على تنظيم مثل هذا اللقاء لتفادي الوقوع في مشاكل صحية لكثير من المرضى خاصة ممن يعانون من مشاكل صحية مزمنة كالسكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. وسيستفيد الأئمة خلال هذا اللقاء من شروحات لإظهار مدى خطورة امتناع الشخص المريض عن تناول دوائه المعتاد بحجة الصيام، وهو ما أدى في السنوات الماضية الى حدوث مضاعفات كثيرة على صحة المرضى ووصل الامر في كثير من الأحيان الى حد الوفاة. المسجد للوصول الى أكبر شريحة تركز الحملات التحسيسية التي سيحمل الأئمة دور إيصالها الى المواطنين، على إقناع المرضى بضرورة التخلي عن الصيام إذا كان هذا الامر سيشكل خطرا صحيا بالغا على حياتهم خاصة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، بالإضافة الى النساء الحوامل والمرضعات اللاتي سيزيد ارتفاع درجات الحرارة من احتمال تعرضهن الى مضاعفات خطيرة تؤثر على حياتهن. وسيركز الأئمة على إعطاء دروس وتوجيهات حول الفوائد الصحية للصيام بالنسبة للمواطنين مع التركيز على تنبيه المواطنين إلى ضرورة مساعدة الأئمة على تقديم النصيحة للمرضى بتجنب الصيام الذي سيؤثر لا محالة على صحتهم. من جهة ثانية ستركز وزارة الصحة على تقريب الطبيب من الإمام لإعطاء هذا الأخير شروحات وتفسيرات علمية لمختلف الامراض التي يمكنها أن تسبب خطرا على صحة المريض إذا تعمد الصيام، وسيمكن ذلك الإمام من إعطاء توضيحات أكثر إقناعا للمريض بضرورة ترك الصيام وقضاء ذلك بطريقة مغايرة، حسب ما تقتضيه الشريعة الإسلامية. المهاجرون يؤكدون أنهم يفضلون قضاء شهر رمضان في البلد أكد أفراد من الجالية الوطنية المقيمة بالخارج عند وصولهم الى المطار الدولي هواري بومدين، قادمين من باريس ومرسيليا ومونتريال، أنهم يفضلون قضاء شهر رمضان بالجزائر. وأشار شخص في الخمسينيات لوكالة الأنباء الجزائرية، جاء ليقضي الأيام ال20 الأوائل من الشهر المعظم مع ''العائلة الكبيرة'' في قريته الأصلية أريس بولاية باتنة، قائلا ''أنا انظم عطلتي كل سنة حسب شهر رمضان''. كما أوضح انه لا يستطيع الصوم في مرسيليا رغم وجود جالية مسلمة كبيرة في هذه المدينة، حيث يقطن منذ أكثر من 30 سنة. واعترف ذات المتحدث أن ''نكهة السهرات الرمضانية في أريس ليس لها مثيل ولم أجدها في أي مكان آخر''. رغم اختلاف الأسباب فهو ليس الوحيد الذي يرى ان شهر رمضان فترة ''لا يمكن قضاؤها في مكان آخر'' غير البلد الأصلي. كما صرحت يمينة، أم لطفلين و بنت تتراوح أعمارهم من 8 الى 13 سنة، أنه ''حظ رائع ان تصادف العطلة المدرسية هذا الشهر الكريم''. وأوضحت انه ''من السهل تعود أبنائي على الصيام هنا في الجزائر مع العائلة الكبيرة مع توفر الجو الذي يلائم تعلمهم''، مضيفة ان ''هذا ليس سهلا في باريس حيث ولدوا وحيث يعيشون''. كما يشاطر زبير الذي يبلغ الخمسينيات من العمر راي يمينة، وهو الذي عمل كل ما بوسعه لإقناع مسؤوله بمنحه عطلته السنوية خلال هذه الفترة، ليمكن ابنيه من قضاء جزء من شهر رمضان في الجزائر. وأضاف نفس المتحدث، يقول إن ''أبنائي مراهقون الآن وأرى انه من المهم ان يعرفوا دينهم أكثر فأكثر''. كما قررت صفية ومحمود اللذين يعيشان بمونتريال منذ 3 سنوات، قضاء عطلتهم الاولى بالجزائر ولاسيما انها تصادف شهر رمضان. وأشار محمود الى ان ''أول شهر رمضان عاشاه هناك كان جد صعب فقد اشتقنا كثيرا الى أجواء السهرات العاصمية''، قبل ان تتذكر صفية باشتياق ''نكهات ما قبل الإفطار والسهرات العائلية'' وكل ما ميز 25 سنة من حياتها في الجزائر. قد يأتي البعض لتعويد أبنائهم على الصيام، ويأتي البعض الآخر ليستعيدوا ''الجانب الروحي'' للشهر العظيم، أما الآخرين فيأتون لعيش ''أجواء هذا الشهر الفريد التي لا يمكن إيجادها في مكان آخر''. ويبقى ''قضاء شهر رمضان في البلد'' موعدا يسعى الكثير إلى عدم تضييعه.