أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله أمس أنه لن يتم إلغاء الحج والعمرة لهذا العام خشية انتشار مرض أنفلونزا الخنازير، ومن جهته أوضح وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد سعيد بركات أن الوزارة اتخذت كامل الترتيبات الخاصة بالتكفل الطبي بالحجاج وأنه سيتم مضاعفة عدد الأطباء الذين سيرافقونهم الى البقاع المقدسة. وانتقد وزير الشؤون الدينية بشدة أمس خلال يوم دراسي حول مرض أنفلونزا الخنازير المروجين لإمكانية إلغاء موسم الحج والعمر لهذه السنة بدعوى إمكانية أن يكون تنقل ضيوف الرحمان إلى البقاع المقدسة سببا في انتشار فيروس "اتش 1 أن 1"في الجزائر، وشكك في كلمة ألقاها خلال اللقاء المنظم بدار الإمام بالمحمدية بالعاصمة بالتنسيق مع وزارة الصحة وشارك فيه وزير القطاع السيد سعيد بركات في نوايا الذين يطالبون بإلغاء الحج والعمرة لهذه السنة وقال أن "الذين يروجون لهذه الفكرة، يريدون أن يدفعوا بالناس إلى إلغاء العطل" وأضاف "بناء على منطق هؤلاء فإن المواطنين سيضطرون إلى إلغاء رحلاتهم إلى فرنسا وإلى تونس والى اية دولة أخرى لأن الخطر لا يأتي فقط من البقاع المقدسة ولكن من السفر نحو الخارج... نحن (الحجاج) بزيارتنا للبقاع المقدسة نقصد الطاعة والعبادة وليس الفسحة ولن نتراجع عن ذلك". وكانت أصوات قد تعالت في الأسابيع الماضية داعية إلى إلغاء موسم الحج للموسم الجديد للحد من انتقال فيروس "اتش 1 أن 1" إلى الجزائر. وأكد في هذا السياق أن الجزائر لم تتلق أي إشعار من السلطات السعودية يدعوها الى تخفيض عدد الحجاج، وأشار إلى أن البعثة الجزائرية ستحتفظ بنفس العدد وهو 36 ألف حاج وحاجة. وقدم السيد غلام الله في تدخله عدة توجيهات الى مدراء الشؤون الدينية والى مسؤولي القطاع قصد إيصالها الى أئمة الوطن في الاجتماعات التي يعقدونها معهم، وأوضح أنه يجب أن يدرك المواطنون وبخاصة المعنيين بالحج والعمرة بكل الترتيبات الواجب اتخاذها أثناء أداء مناسك الحج حتى يتجنبوا الإصابة بهذا الفيروس، وكذا إعلامهم بجميع الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية لاحتواء هذا المرض والحيلولة دون انتشاره. وأوصى الوزير المعتمرين بالتقيد بالنصائح التي تقدم لهم من طرف البعثة الطبية، والابتعاد خلال التواجد بالبقاع المقدسة من كل حالة مشتبه بإصابتها بالفيروس، واستعمال الواقيات التي تسلم لهم من طرف المصالح الطبية. وكشف السيد غلام الله عن برنامج لإقحام المساجد في عملية تحسيس المواطنين وبخاصة الحجاج والمعتمرين بضرورة التقيد بالنصائح التي تقدمها المصالح الطبية لتفادي إصابتهم بالفيروس وأشار إلى أن مساجد الوطن ال15 ألف ستعرف تقديم دروس وخطب تصب كلها في سياق تحسيس المواطنين بكيفية التعامل مع الفيروس. وفي هذا السياق قدم وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد سعيد بركات عرضا حول تطور هذا الفيروس في العالم، والإجراءات المتخذة لاحتوائه في الجزائر. وتحت شعار "لا تهويل ولا تهوين" المعتمد من طرف وزارة الصحة في مواجهة الفيروس أكد السيد بركات أن للمكلفين بقطاع الشؤون الدينية دور كبير يؤدونه في عملية تحسيس المواطنين وبالأخص فئة الحجاج والمعتمرين، وشدد على ضرورة الاعتناء بعامل النظافة، وحث الأئمة على ضرورة التركيز في خطبهم على هذا العامل باعتباره أهم وسيلة للوقاية، ودعا إلى تجنب التيمم في فصل الصيف، واستعمال مواد التنظيف وعلى رأسها الصابون. وأوصى الحجيج بعدم الاقتراب من أي شخص تظهر عليه أعراض المرض بما في ذلك الزكام العادي موضحا أن الفيروس ينتقل من شخص الى آخر على مسافة أقل من مترين وقد يكون ذلك دون اللمس بل من خلال تبادل الحديث. وفي خطاب حمل الكثير من عبارات التطمين تحدث السيد بركات عن الإجراءات التي تم اتخاذها لفائدة ضيوف الرحمان في البقاع المقدسة، وأكد أن كل الحجاج سيستفيدون من لقاحات مجانية قبل مغادرتهم أرض الوطن وكذا من الواقيات، وسيتم مضاعفة الطاقم الطبي لضمان رعاية صحية أفضل. ونشط اليوم الدراسي لنهار أمس أطباء ومختصون قدموا الجانب العلمي لهذا الفيروس بلغة مبسطة لمدراء الشؤون الدينية والمشرفين على عملية الحج والعمرة قصد تسهيل عملية التحسيس الموجهة للمواطنين، وتمكينهم من الفهم الدقيق لأنفلونزا الخنازير حتى لا يقعوا في الخلط وفي سوء الفهم.