تحت يافطة من أجل دعم التعبير بحرية عن إرادة السكان، غدا التدخل في شؤون القوم الداخلية ذريعة لشرطي العالم حتى يتمكن من الرقاب، ويغدو الوصول إلى تحقيق المآرب التي استعصت مع محور الشر ميسورة مع محور الخير. ولا تدري ماهي التابعة التي نيطت بدول العالم العربي حتى غدا تفتيت مفتتها وتجزيء المجزء منها هواية الشرق والغرب، في الوقت الذي تتحد فيه مثل هذه الدول الممارسة لهواية تقسيم الكعكعة التي تغري وتسبي، وبينها مالو كان عشر معشاره بين القوم عندنا لكان سبيل الالتقاء بينها يشبه العنقاء مغرب أو الكبريت الأحمر، أو الخل الوفي كما يقولون. وهي وقفة وجب التفكير فيها مثنى وثلاث، تجعل إغفالها أمرا عسيرا، وإهمال التفكير فيها بلية أعظم، لا تخدم أحدا بحال من الأحوال في وقت غدا فيه التكتل سمة تطبع الكبار حتى يصمدوا في معركة البقاء، ويخلقوا توازن قوى أو توازن رعب، يمنع الآخر مجرد التفكير في استباحة الحمى وخوض الحرمات. يأتي هذا في الوقت الذي يفكر في سكان الجنوب في استفتاء لانفصالهم في أكبر بلد إفريقي، وكأنهم مقبلون على صنيعة الدهر وفضيلة الأيام، ولست أدري متى سيرتفع الوعي في الأمة حتى يفهموا أن الوحدة أصل أصيل من فكر في قطع أوصالها فهو الشيطان الأكبر...