ألقت الشرطة الفرنسية الثلاثاء الماضي القبض على 8 أشخاص سبعة منهم جزائريين وفرنسي يشتبه في تقديمهم دعما لوجيستيا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقد نفت التحقيقات الأولية أن يكون هؤلاء بصدد التحضير لهجمات على التراب الفرنسي أو تربطهم أي علاقة بتفجيرات 11 ديسمبر بالجزائر العاصمة. وحسبما أوردته وكالات الأنباء أمس، فإن المخابرات الداخلية الفرنسية "دي أس تي" أطلقت سراح 3 منهم واحتفظت بالخمسة الباقين بمقرها على ذمة التحقيق لمدة 96 ساعة، حيث يشتبه أن يكون المقبوض عليهم مجموعة دعم وإسناد لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، بعدما ضبطت الشرطة بمقر سكن بعضهم أجهزة إعلام آلي واتصالات في باريس وروان، لكنها لم تعثر بالمقابل على أي قطعة سلاح أو متفجرات بحوزتهم. وحسبما أوردته صحيفة "لوفيغارو" أول الأمر فإن المشتبه فيهم تتراوح أعمارهم بين 30 و35 سنة، ويكونون قد قدموا دعما معلوماتيا للمجموعات المسلحة في الجزائر بتزويدها بأجهزة كمبيوتر ومعدات اتصالات، دون أن يثبت تورطهم في التحضير لتفجيرات أو عمليات في فرنسا. وصنف مصدر في المخابرات الفرنسية العملية "ضمن أهم الإنجازات لسنة 2007" نافيا صلة المشتبه فيهم بتفجيرات 11 ديسمبر في الجزائر، إنما الظرف الذي جاء فيه القبض عليهم مثلما أوضح، مرتبط "باكتمال الملف" بعدما وضع الأعضاء الثمانية على لائحة شرطة مكافحة التجسس، وقد خضعوا للمراقبة المقربة على مدى أشهر كاملة. وتقول مصادر مقربة من الملف أن قاضي التحقيق المتخصص في قضايا الإرهاب فيليب كوار، والذي أشرف على العملية ضمن لجنة مغلقة سيقرر اليوم من المشتبه فيهم سيقدمون أمام القاضي للنظر في ملفاتهم. وفور نشر خبر تفكيك مجموعة الدعم والمساندة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، سارعت وزير الداخلية الفرنسية ميشيل أليوت ماري بتهنئة جهاز المخابرات الداخلية الفرنسي عبر بيان قالت فيه على وجه الخصوص "هذه التوقيفات جاءت بعد سلسلة من التحريات قامت بها منذ أشهر محققو دي أس تي" مؤكدة أن العملية "تؤكد مرة أخرى فاعلية أجهزتنا للمخابرات التي تظل عازمة أكثر من أي وقت مضى على مكافحة الإرهاب". ويأتي قبض الاستخبارات الفرنسية على عناصر مجموعة الدعم للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كتحرك فرنسي يستجيب لمؤشر الخطر الذي يظل في أعلى مستوياته بدليل استمرار تطبيق مخطط "فيجي بيرات" للتصدي لأي هجوم أو احتمال عملية إرهابية على التراب الفرنسي، بعدما دعا تنظيم القاعدة إلى مهاجمة المصالح الفرنسية، وقد كلف تنظيم أسامة بن لادن جناح القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، المتمثل في الجماعة السلفية للدعوة والقتال بعد انضمامها الرسمي له في سبتمبر 2006 بضرب مصالح فرنسا والفرنسيين دون هوادة في منطقة المغرب العربي وعلى تراب أرضها. غنية قمراوي