يفر مئات الآلاف من الأشخاص من قرى ومدن جنوبباكستان مع فيضان نهر السند الذي يكسر السدود، بعد شهر من بداية فيضانات مدمرة أدت إلى تشريد الملايين، و قالت الأممالمتحدة إن نحو مليون باكستاني انضافوا إلى ستة ملايين آخرين نزحوا من إقليم السند، بينما لا تزال الفيضانات المدمرة تجتاح جنوب البلاد، وناشدت المنظمة الجهات المانحة تنفيذ تعهداتها بدفع التبرعات الضرورية حتى تتمكن من تمويل إغاثة المنكوبين. وقال مدير عمليات الانقاذ في ولاية السند غلام علي باشا ان ''سبعة ملايين شخص نزحوا في ولاية السند وحدها'' منذ بداية أوت، بينهم ''مليون شخص غادروا بيوتهم في اليومين الماضيين''.وذكرت مصادر إعلامية ان مدينة ثاتا الواقعة على مصب نهر السند أخليت بشكل شبه كامل من سكانها بعدما أدى فيضان النهر إلى فتح ثغر قطرها عشرين مترا في السد الرئيسي الذي يحمي المدينة.وأكد غلام علي باشا ''نبذل ما بوسعنا لإنقاذ ثاتا والمدن المحيطة بها''.وأضاف أن ''حجم الكارثة كبير الى درجة أن الحكومة لا تستطيع مواجهتها بمفردها''، مؤكدا ''نحن بحاجة إلى المساعدة الدولية''. ٪وكانت المنظمة الدولية قالت في وقت سابق إن نحو ستة ملايين نزحوا عن ديارهم فرارا من الفيضانات التي بدأت منذ نحو شهر وشردت حتى الآن خمسة ملايين ساكن. وقالت المتحدثة باسم الأممالمتحدة ستيسي ونستون ''لا يزال الجنوب مصدر القلق، في الساعات ال48 ساعة الأخيرة نزح نحو مليون شخص''. ورغم بدء المياه في الانحسار بالشمال والوسط حيث المناطق الأشد تضررا منذ بداية الكارثة، فإن الأمطار الموسمية الغزيرة المستمرة في الهطول أدت لارتفاع منسوب نهر السند إلى مستويات خطرة قرب مصبه، مما دفع الملايين إلى الفرار. وفي السياق أمرت السلطات بإخلاء مدينة ثاتا جنوب البلاد والتي يسكنها 300 ألف نسمة والمهددة بسيول نهر السند الجارفة. وتم منذ السبت الماضي إخلاء مدن بعضها يضم مائة ألف شخص إضافة لآلاف القرى والبلدات. ولا تزال باكستان في مواجهة قد تستمر لأشهر وربما لسنوات، لأسوأ أزمة إنسانية في تاريخها مع تضرر خمس البلاد و17 مليون نسمة، بحسب الأممالمتحدة. وبحسب تقديرات حكومية، فقد أسفرت الفيضانات حتى الآن عن مقتل 1600 شخص وتشريد أربعة ملايين وألحقت الضرر بنحو 20 مليون شخص، مع توقعات بارتفاع عدد الضحايا بعد انحسار مستوى المياه. ويعاني الناجون من أوضاع مأساوية جراء نقص المساعدات وصعوبة إيصالها وتلوث مياه الشرب وانتشار الأوبئة. وناشدت الأممالمتحدة الجهات المانحة تنفيذ تعهداتها بدفع التبرعات الضرورية لباكستان حتى تتمكن من تمويل إغاثة المنكوبين. وتوقعت المنظمة أن تشهد الأسابيع القادمة زيادة في حالات الإصابة بالملاريا.