خلفت أعنف موجة للفيضانات والسيول في تاريخ باكستان أكثر من ألف قتيل فيما أصبح نحو نصف مليون شخص بلا مأوى ما دفع الحكومة الباكستانية إلى مناشدة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لمساعدتها في إيواء المنكوبين بينما تواصل القوات المسلحة الباكستانية أعمال الإنقاذ والإغاثة وتوصيل المؤن والغذاء إلى المتضررين. وأفادت قناة (جيو تي في) الباكستانية بأن حصيلة الفيضانات والامطار الغزيرة التي تجتاح باكستان والناتجة عن الأمطار الجارفة التي تسببت فيها الرياح الموسمية ارتفعت الى 1.300 قتيل يوم الأحد بينما كانت قد وصلت الى 800 قتيل يوم السبت مشيرة إلى أن اقليم خيبر- بختون خوا الغى كل أنواع الضرائب فيما الغى اقليم البنجاب الضرائب الزراعية وأعلن اقليم بلوشستان عن الاعفاء من جميع القروض الزراعية. ويعد اقليم خيبر-بختون خوا بشمال غرب باكستان هو الاكثر تضررا من الفيضانات التي وقعت مؤخرا حيث سوت السيول اكثر من 567 منزلا بالارض والحقت اضرارا بتسعين طريقا سريعا كما اغلق المرور في 58 شارع عمومي ولم يعرف بعد مصير نحو 104 أشخاص. كما تجتاح نفس هذه الموجة من الخراب اقليمي البنجاب وبلوشستان وجلجيت-بلتستان وكشمير الحرة حيث لقي 494 شخصا حتفهم ليرتفع بذلك اجمالي عدد ضحايا السيول والفيضانات على مستوى البلاد الى مايتجاوز الألف بكثير. وقد أسفرت هذه الكارثة الإنسانية عن تشريد نحو نصف مليون شخص بالإضافة إلى تضرر العديد من القرى حسب ما كشفت تقارير لمنظمة الصحة العالمية اليوم. وجاء في بيان للمنظمة، أن إنقطاع شبكات الاتصال الهاتفية وتضرر شبكة الطرق السريعة بين بيشاور واسلام اباد يقف حائلا في وجه التعرف على الحجم الحقيقي للضرر اذ من المتوقع أن يكون أكبر من الأرقام والبيانات المتوفرة حاليا. وأكدت المنظمة أنها على إتصال دائم مع وزارة الصحة الباكستانية لبحث توريد الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية لدعم المرافق الصحية هناك في مواجهة المشكلات المتوقع حدوثها عقب السيول. وتعمل منظمة الصحة العالمية على توفير اللقاحات المضادة للأمراض المعدية في جميع المستشفيات والمستوصفات ووحدات الرعاية الصحية الأساسية في المناطق الريفية والمراكز الصحية لتجنب أي إحتمالات لظهور أوبئة وخسائر في الأرواح البشرية. وقامت بتعبئة قسم برنامج التحصين الموسع للبدء في التطعيم ضد الكوليرا وحمى التيفوئيد وغيرهما من الأمراض التي تنقلها المياه. وقد بدأت الحكومة يوم الجمعة عملية إنقاذ وإغاثة بعد إعلان حالة الطواريء في المناطق التي ضربتها الفيضانات من البلاد. وذكرت قنوات التليفزيون المحلية أن الهيئة القومية لإدارة الكوارث في باكستان ناشدت الأممالمتحدة والمجتمع الدولي توفير المساعدة العاجلة في أسوأ فيضانات تشهدها البلاد طوال 81 عاما والتي تضرب الان المقاطعات الغربية والجنوبية والشرقية من البلاد. ويشترك في عمليات الانقاذ في المناطق المنكوبة البحرية والقوات الجوية والجيش وعشرات آخرون من فرق الإنقاذ المدنية والحكومية بالإضافة الى 31 طائرة مروحية ومئات من القوارب. وأشارت تقارير إخبارية إلى أن اسعار المواد الغذائية في اقليم خيبر -بختون خوا وفي العاصمة الاتحادية اسلام اباد ارتفاعا جنونيا حيث أدت الأمطار والفيضانات إلى نقص خطير في المواد الغذائية على خلفية ما لحق بالطرق والمحاصيل والجسور من أضرار وتلفيات.