قال النائب العام الليبي عبد الرحمن العبار أول أمس إن الحكومة الليبية ستطلق سراح 38 عضوا آخر بجماعة إسلامية متشددة سجنوا بتهمة التآمر للإطاحة بحكومة الزعيم معمر القذافي. وأبلغ المتحدث في تصريحات لوكالة الأنباء رويترز أن السلطات اتخذت قرارا بالإفراج عن السجناء الثمانية والثلاثين ومن المتوقع أن يغادروا السجن يوم أمس أو اليوم مضيفا أن الأمر مسألة إجراءات فحسب. في هذه الأثناء أكد مصدر في مؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية والتنمية في تصريحٍ خاص لليبيا برس، أنه سيتم الإفراج عن 38 سجيناً من المنتمين للتنظيمات الجهادية والتنظيمات التي تتبنى العنف، بعد قناعتهم بأهمية مراجعة أفكارهم الخاصة بالعنف والتراجع عنها. وأكد المصدر أن هذا الإفراج يأتي استكمالاً لما قامت به مؤسسة القذافي من جهود خاصة بالحوار والمصالحة الاجتماعية والسلم الاجتماعي، ودمج كل أفراد المجتمع في عملية البناء والتنمية للمجتمع. وذكر المصدر أن الذين سيفرج عنهم ينتمون إلى جماعات جهادية مثل الليبية المقاتلة، ومنهم من كان على صلة بجهاتٍ أخرى، مثل تنظيم قاعدة المغرب، وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وأن أحدهم كان من ضمن سائقي زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، حيث تم تسليمه إلى ليبيا بعد أن قضى فترة في معتقل غوانتانامو. وبيّن المصدر أن هؤلاء كانوا يتابعون عن كثب الحوار الذي تقوم به مؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية والتنمية مع الجماعات الجهادية وتلك التي تتبنى العنف طريقاً لها، والذي أسفر عن صدور المراجعات التصحيحية، وتبيّن لهؤلاء أهمية تمتين الجهود والأخذ بزمام المبادرة في التخلي عن تلك الأفكار المتطرفة . وأوضح المصدر أن المؤسسة تسعى من وراء الإفراج عن هؤلاء المساجين إلى دمجهم في المجتمع بالكامل، حتى يساهموا في عملية البناء والتطور داخل المجتمع. وتقول جماعات حقوق الإنسان أن قوات الأمن الليبية قتلت 1200 سجين عام 1996 في سجن ابو سليم خلال قتال بين الجيش ومتشددي الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية في عدة قرى وبلدات حول بنغازي معقل المعارضة لحكومة القذافي. وأفرج عن ثلاثة من كبار مسؤولي الجماعة في وقت سابق هذا العام من خلال مفاوضات قادها سيف الإسلام القذافي وهو صاحب توجهات إصلاحية وأكثر أبناء الزعيم الليبي نفوذا. وقالت صحف ليبية إن قادة الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية المسجونين أصدروا كتابا العام الماضي حظي بإشادة بعض الباحثين الإسلاميين ووصفوه بأنه ''يفتح نافذة جديدة'' للإعلاء من شأن الاعتدال. وشكك آخرون في المشروعية الفكرية للكتاب قائلين إن قادة الجماعة السجناء لم تتوفر لهم الحرية التي تتيح لهم التعبير عن أفكارهم الحقيقية. وخاضت الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية معارك في شوارع المدن وفي الجبال في التسعينات وقتلت عشرات الجنود وأفراد الشرطة في إطار محاولاتها للإطاحة بالنظام. وتقول مصادر سياسية وأمنية ليبية إن القاعدة حاولت إقناع الجماعة بالانضمام إلي جناحها في شمال إفريقيا لكن اغلب قادة الجماعة يعارضون الإستراتيجية العالمية للقاعدة ويعتقدون أن من غير المرجح أن تحدث أي تغيير في ليبيا. وقالت مصادر سياسية في طرابلس انه بعد الإفراج عن دفعة السجناء الجديدة التي سيطلق سراحها هذا الأسبوع سيظل في السجن قرابة 300 إسلامي من الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية وغيرها من الجماعات المتشددة.