دأب سكان القرى منذ زمن غابر ومع حلول شهر رمضان، على ما يسمى ''الوزيعة'' التي سجلت في السنوات الأخيرة عودة ملحوظة بولاية معسكر. وتتمثل هذه العادة الحميدة في اشتراك عدد من الميسورين في شراء رؤوس من الغنم ونحرها وتوزيعها على سكان المنطقة وتعد ظاهرة اجتماعية تعبر عن التضامن في مثل هذا الشهر الكريم. ويرى الحاج أحمد يقطن بدوار سيدي علي الشريف بدائرة الشرفة الريفية، أن هذه العادة التي اختفت مع هجرة السكان لأراضيهم في العشرية الأخيرة من القرن الماضي تسجل عودة قوية مع عودة السكان. وأضاف ذات المواطن أن ''الوزيعة'' تتكرر خلال شهر الصيام كل أربعة أو خمسة أيام، مؤكدا أنه بفضل هذا النوع من التضامن يمكن لكل سكان الدوار من نيل قسطه من اللحم الطازج الذي أصبح سعره ملتهبا عند القصابين وفي غير متناول أصحاب الدخل الضعيف والمتوسط. ويجمع سكان الريف بأن ظاهرة الوزيعة التي بدأت تطفو من جديد على السطح بعد عودة الأمن ولاستقرار إلى الدواوير بولاية معسكر على غرار باقي مناطق الوطن يتخذها السكان للتعبير عن التآزر والتضامن خاصة في الشهر الفضيل. والملاحظ أنه بعد كل عملية نحر يقسم اللحم إلى عدة قطع وتمنح الأحشاء في كل مرة لعائلة ما بالتداول، فتقوم بتحويلها إلى ما يسمى ''قديد'' الذي يحصل عليه بتقطيع الأحشاء إلى أجزاء صغيرة ومزجها بالتوابل وكثير من الملح ثم تجفيفها تحت أشعة الشمس لمدة أسبوع فأكثر قبل حفظها في مكان لائق بالبيت لاستهلاكها خاصة في فصل الشتاء مع أطباق شعبية مثل ''البركوكس''. وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة الوزيعة أصبحت تغزو المدن بالولاية، حيث يمارسها سكان بعض الأحياء.