هي العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم الذي لم يتبق منه إلا أيام معدودات، ونظرا لما لهذه العشر من فضل حسب ما جاء في القرآن والحديث، فإن الناس يتهافتون على المساجد من أجل الظفر بحسنات من المولى عز وجل والتكفير عن خطاياهم وذنوبهم. غير ان الملفت للنظر داخل معظم مساجدنا هذه الأيام هوعدم التزام المصلين بآداب المساجد، وهو ما يحدث على مستوى بعض المصليات الخاصة بالنساء حيث تعم الفوضى سواء من حيث تسوية الصفوف التي تكون في الغالب معوجة او من حيث جلب الاطفال بكثرة دون تعليمهم آداب المسجد، فتجدهم ينتقلون ويلعبون بين صفوف المصليين، ناهيك عن صراخهم الذي يعكر صفو الأجواء الروحانية التي من المفترض أن تعم بيوت الرحمن، إلى جانب الهواتف النقالة التي يرفض أصحابها إغلاقها وهم داخل المسجد خاصة ان بعض هذه الرنات تحمل أغان فتختلط قراءات الإمام للقرآن الكريم بهذه الأغاني في بيوت الله التي خصصت للطاعة والعبادة والتقرب من الخالق عز وجل. فوضى عارمة تعم بيوت الرحمن ولاسيما في العشر الاواخر، حيث يكثر المصلون، فالنساء يرفضن تسوية الصفوف فتجد الصف الواحد منقسما إلى قسمين جهة تفضل الاقتراب من مكيفات الهواء ولو على حساب الصلاة وجهة تبدأ الصف من اليسار إلى اليمين تاركة فراغات وفجوات للشياطين ليزيد الانقسام بين فئة تفضل الصفوف الأولى وفئة أخرى تفضل الصفوف الأخيرة من اجل أن تكون أول من يخرج من المسجد. وبين هاتين الفئتين فراغ كثير يجول فيه الأطفال ويصولون. إلى جانب اعوجاج الصف يتخذ معظم النساء اللواتي تترددن على المساجد من هذا المكان المقدس فضاء للدردشة والحكايات في امور الدنيا، حيث تشعر وكأنك في سوق لا في مكان مقدس من كثرة الوشوشة. أخطاء وتجاوزات بالجملة تقع فيها الكثير من النساء داخل المساجد، فمتى نتفطن إلى تصحيح أخطائنا وهفواتنا؟