تعكف الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ''اقرأ ''، انطلاقا من السنة الدراسية الجارية، على توقيع اتفاقية شراكة بين كل من وزارة الفلاحة، الثقافة والشباب والرياضة والتي تهدف إلى توسيع التخصصات المدرجة في البرامج المقررة وتحسين عملية تكوين مجموع الملتحقين بصفوف محو الأمية، من خلال منحهم شهادات أكثر إحترافية تمكنهم من ولوج عالم الشغل دون صعوبات، و هو ما يدخل في الإستراتيجية التي سطرتها الحكومة من أجل القضاء الكلي على الأمية في الجزائر مع حلول 2015. كشفت ''عائشة باركي''، رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ''اقرأ''، خلال الندوة الصحفية التي نشطتها أول أمس بمنتدى يومية المجاهد حول نظرة دارسي ومنشطي فصول محو الأمية، عن رغبتها في تأسيس فوروم وطني جزائري لمحو الأمية مع ضرورة إنشاء لجان خاصة به على المستوى المحلي ولاسيما أن هذه الجمعية منذ تأسيسها قد بذلت جهودا معتبرة من أجل تنفيذ إستراتيجية الحكومة الرامية إلى القضاء نهائيا على النسبة المتبقية من الأمية الموجودة في المجتمع الجزائري والمتمثلة في نسبة 1,22 في المائة أي ما يعادل 06 ملايين جزائري من مجموع 759 مليون أمي في العالم. وفي تجربتها للسنة الرابعة منذ الشروع في العمل بهذه الإستراتيجية، وجدت ذات المتحدثة التي قامت بتنظيم هذا اليوم الإعلامي بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية الذي يصادف الثامن من شهر سبتمبر من كل سنة، الفرصة سانحة لطرح انشغالاتها وتسطير برنامجها للسنة الدراسية 2010 /2011 حيث حدد يوم 12 أكتوبر لالتحاق الدارسين بفصولهم، وعلى هذا الأساس قررت الجمعية تقديم تقييم شامل لحوصلة نشاطاتها في تلك المدة، حيث يوجد بها خبراء يساعدونها على معرفة أسباب النقائص التي تعيق نجاح الإستراتيجية وخاصة المادية منها وبناء على ذلك فقد تم عرض نتائج الدراسة الميدانية التي قامت بها اللجنة التقييمية لجمعية ''اقرأ '' حول ''رؤية مستخدمي محو الأمية بالجمعية للإستراتيجية الوطنية المعتمدة من طرف الحكومة وقد أجريت هذه الدراسة عبر 15 ولاية جزائرية هي الجزائر، البليدة، باتنة، معسكر، الشلف، ورڤلة، تيزي وزو، قسنطينة، غليزان، جيجل، أدرار، بسكرة، تلمسان، بومرداس وغرداية. أما عينة البحث فشملت 2560 فرد مستجوب و300 منشط ومن النتائج التي خلصت إليها هذه الدراسة أن النساء يشكلن أكبر عدد من الملتحقات بمدارس محو الأمية أي بنسبة 79 ٪ وأن 73 ٪ من المستجوبين ينتمون إلى المناطق الحضرية، كما أنه 59 ٪ منهم متزوجون أما البطالون فيمثلون أكثر من 60 ٪ .كما كشفت هذه الدراسة كذلك أن العادات والتقاليد تساهم بنسبة 46 ٪ في منع بعض الأفراد من الدراسة وكذلك 66 ٪ من المتمدرسين يوافقون البرنامج المعمول به وأن أكثر من 64 ٪ من الوسائل المعتمدة في التدريس غير متوفرة. وفيما يتعلق بنتائج الدراسة الخاصة بالمنشطين فقد تم التوصل إلى أن 90 ٪ من المنشطين من العنصر النسوي وهن عازبات، حيث تلعب عدة عوامل في دفع هذه الفئة إلى التعلم منها نفسية، اجتماعية وتربوية دينية حيث صاروا يمتلكون ثقافة حب التعلم من أجل الحصول على شهادة و التمكن من قراءة القرآن الكريم. وفي نفس السياق، كشفت رئيسة جمعية ''اقرأ'' أنه تم بموجب هذه الدراسة الميدانية الوصول إلى وضع بعض التوصيات التي من شأنها إنجاح الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وهذا عن طريق إعادة النظر في السياسة الوطنية المعتمدة لمحو الأمية وتدعيمها بمحو الأمية الوظيفية لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الأميين خاصة الفئة النسوية وكذلك الاعتماد على إستراتيجية الاتصال لمرافقة هذه العملية الوطنية لضمان نجاحها فيما يخص تحسيس وتجنيد المواطنين مع تجنب اللامركزية في التسيير من أجل تفادي المشاكل القاعدية كتسديد أجور مستخدميها، خاصة إعادة النظر في تنظيم دروس محو الأمية ومحتوى برامجها التربوية من حيث المناهج، الوسائل، أماكن التدريس والكتب البيداغوجية ومراجعة شروط التوظيف والتكوين المستمر لمنشطي محو الأمية.