كشف رئيس جمعية المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم، مخبي خير الدين، عزم مواصلة الجمعية تنظيم سلسلة من الأيام التحسيسية للكشف المبكر عن الإصابات بضغط الدم لدى مواطني العاصمة، وذلك بعد تفاقم عدد الإصابات ليس في أوساط الكهول والمسنين فحسب، بل وفي أوساط الشباب أيضا، وهو عكس الشائع. فقد بلغت نسبة المصابين بالضغط على المستوى الوطني حسب ما أوضحه البروفيسور بروري 35 بالمائة من إجمالي السكان الذين تفوق أعمارهم 20 سنة. يقدر عدد الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم على مستوى الجزائر العاصمة ب 5 آلاف مصاب، من بين ال 35 بالمائة من الجزائريين الذين تفوق أعمارهم ال 20 سنة، وفقا لما صرح به رئيس الجمعية السيد مخبي خير الدين في تصريح له. وأوضح ذات المصدر أن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض اليوم ليست فئة المسنين فحسب، مثلما هو شائع لدى عامة الناس، فقد استهدف ضغط الدم الفئات الشابة ممن تتوفر فيها عوامل الإصابة كالوراثة ونمط الحياة، والتي يحذر منها الأطباء باستمرار. وهو ما أظهرته الجمعية من خلال معاينة الفئات العمرية للمرضى، حيث يتضح جليا اليوم بأن ضغط الدم لم يعد مرض الكهول والمسنين بعد أن طال الفئات الشابة أكثر فأكثر. الخمول وقلة الحركة أهم عوامل الإصابة تعددت العوامل المحفزة للإصابة بهذا الداء، وعلى رأسها الخمول وقلة الحركة المقترنة بالإكثار من الأكل خاصة المأكولات السريعة والغنية بالدهون، مع الإكثار من المشروبات الغازية. وفقا لما أظهرته الدراسة التي قدمها الدكتور بياض من مستشفى عين طاية، والتي مست ألف و500 شخص، من بلديات عين طاية، برج البحري، المرسى وهراوة، تبين من خلالها أن 37 بالمائة من عينة الدراسة مصابة بارتفاع ضغط الدم نتيجة العوامل السالفة الذكر. فيما أوضح البروفيسور منصور بروري من مستشفى بئر طرارية أن البدانة والسمنة المرتبطة بالتقدم والعصرنة التي طرأت على النظام الغذائي للجزائريين تعد أهم مسببات انتشار الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الشباب، فمثلا واحد لتر من المشروبات الغازية يحتوي على ما يعادل 25 قطعة من السكر، مع العلم بالارتباط الوثيق بين الإصابة بالسكري وضغط الدم. ضوضاء الطرق تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أفادت دراسة حديثة أن الذين يعيشون قرب الطرق المزدحمة التي تكثر فيها الضوضاء مصابون بارتفاع ضغط الدم أكثر من نظرائهم الذين يعيشون في مناطق هادئة، وهو ما ينطبق حتما على سكان العاصمة التي تشهد إصابات متزايدة بضغط الدم. وأكدت الدراسة التي أعدها فريق من الباحثين ونشرت في مجلة ''البيئة الصحية'' أن خطر الإصابة بالمرض يزداد مع ارتفاع مقياس الضوضاء عن 60 ديسيبيل (وحدة قياس الصوت)، نظرا لأن قدرة الإنسان على تحمل الضوضاء تتراوح ما بين 30 و35 ديسيبل كحد أقصى''. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن باحثين قولهم إن الضوضاء قد تسبب الضغط النفسي والارتفاع في ضغط الدم. لكن خبراء صحيين في بريطانيا شككوا في أهمية النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة، مشيرين إلى أن أمورا أخرى مثل التدخين والحمية قد يكون لها تأثير أكبر في هذا المجال. كما حلل باحثون معلومات وردت في استمارات لحوالي 28 ألف شخص حول الضوضاء لمعرفة العلاقة بين الارتفاع في ضغط الدم وبينها. كما تبين من الدراسة أن الذين يتعرضون للضوضاء بدرجة 60 ديسيبل يزداد لديهم احتمال الإصابة بضغط الدم بنسبة تزيد عن 25 بالمائة وأنه إذا زادت وحدة قياس الصوت عن 64 ديسيبل يزداد معها هذا الخطر بأكثر من 90 بالمائة. ورأى الباحثون أن نتيجة هذه الدراسة تبعث على القلق لأن ارتفاع ضغط الدم يزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية. تغيير أسلوب الحياة يساعد في خفض ضغط الدم يساهم تغيير أسلوب الحياة واتباع عادات صحية سليمة بشكل كبير في خفض ضغط الدم، حسبما يشير إليه الأخصائيون الذين يؤكدون أيضا أن النساء اللاتي غيرن أسلوب حياتهن وخفضن أوزانهن ومارسن الرياضة بشكل منتظم وقوي وأكلن الفاكهة والخضار ومنتجات الحليب المنخفضة الدسم وقللن من تناول الملح انخفض لديهن ضغط الدم بشكل كبير. ويرجع الدكتور جون فورمان من مستشفى برايهام ومستشفى النساء ومدرسة هارفارد للطب في بوسطن سبب وفيات النساء في الولايات المتحد، خلال السنوات الأخيرة، إلى فرط التوتر الشرياني أو ارتفاع ضغط الدم والتعقيدات الناتجة عنه أكثر من أي مرض آخر. وفي ذات السياق أضاف قائلا ''أظهرت دراستنا أن التقيد بأسلوب حياة صحي يمكن أن يقلص بدرجة كبيرة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم عند النساء الشابات''. للإشارة، شملت الدراسة 83882 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 27 و 44 سنة تمت متابعتهن لحوالي 12 سنة وقد أنجزت الدراسة في عام 2005 وصدرت نتائجها مؤخرا.