قال علي كرتي وزير خارجية السودان إن قمة نيويورك عن السودان التي اشترك فيها على هامش اجتماعات الأممالمتحدة، وحضرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، جاءت حسب توقعات حكومة السودان التي أيضا تلتزم بإجراء الاستفتاء وبنتائجه. لكنه وبحسب مصادر سعودية انتقد المسؤولين الأمريكيين عن الموضوع السوداني، وقال إنهم لا يملكون الشجاعة لمواجهة منظمات وجمعيات أمريكية ''ظلت معادية لحكومة الرئيس البشير منذ البداية''. كما انتقد كرتي قادة الحركة الشعبية في جنوب السودان التي تحكم جنوب السودان ورئيسها سلفا كير ميارديت الذي هو، أيضا، نائب الرئيس عمر البشير. وقال كرتي إنهم يشنون ''إرهابا في جنوب السودان'' لمنع الجنوبيين من التصويت للوحدة مع الشمال، وقال إن هناك ''أيادي خفية تحركهم. وأضاف كرتي: ''نحن نعرف أن السياسة الأمريكية تدار من الكونجرس عن طريق جمعيات اللوبي وعن طريق مناورات وتحركات ومزايدات. لكن، لا يمنعنا هذا من أن نقول: إن السياسة الأمريكية نحونا خطأ في حقنا وحق المنطقة وحق المصالح الأمريكية الحقيقية نفسها''. وأوضح كرتي:''توجد عندنا مشكلتان في التفاوض مع سلفا كير وقادة الحركة الشعبية، أولا: ليسوا مخلصين في التفاوض، ويقولون شيئا ثم ينكرونه، ويقولون شيئا ثم يغيرونه. ثانيا: يبدو أن هناك جهات تحركهم. يذهب مسؤولون أمريكيون إلى جوبا، أو يأتون هم إلى هنا، وإلى واشنطن، ثم نسمع منهم كلاما جديدا. ورد على ما يقوله قال سلفا كير إن حزب المؤتمر، بعد خمس سنوات ، لم يجعل الوحدة جاذبة ، وقال :''هذا مثال آخر على عدم مصداقيتهم، وتلونهم، وجريهم وراء شعارات اعتقد أن هناك جهات خلفها. حزب المؤتمر جعل الوحدة جاذبة ليس فقط ببناء الطرق والمدارس والمستشفيات في الجنوب، لكن، بأهم من ذلك بتنفيذ الاتفاقية وبالالتزام بالاستفتاء وبالتعهد بقبول نتيجته حتى إذا جاءت مع الانفصال''. وأضاف:''خلال السنوات الخمس منذ التوقيع على الاتفاقية، صرفنا ثلاثة مليارات دولار في الجنوب، من أموالنا من نصيبنا من ثروة النفط، وليس من نصيبهم هم. ماذا يفعلون هم بنصيبهم من ثروة النفط؟. ورأى أنه ''مع تسميم أعداء السودان للأجواء، ومع الحملة الإرهابية في الجنوب لمنع الجنوبيين من تأييد الوحدة، أرى أن الوحدة ستكون سبب مشكلات وحروب ولن تكون في صالح السودان. في الوقت نفسه، إذا جاء الاستفتاء حرا ونزيها فنحن متأكدون من أن أغلبية الجنوبيين ستصوت للوحدة.