تعهدت الحكومة السودانية باحترام نتائج استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر شهر جانفي المقبل مهما كانت سواء بالانفصال أو الوحدة. وجاء هذا التعهد على لسان نائب الرئيس السوداني علي عصمان طه خلال القمة التي انعقدت على هامش أشغال الجمعية العامة الأممية مساء أول أمس بنيويورك وتناولت الأوضاع في السودان. وأكد عصمان طه أن الوحدة تبقى الحل الأفضل لكنه بالمقابل أقر بحق سكان جنوب السودان باختيار حل آخر في إشارة إلى الانفصال وقال ''إننا نتحمل مسؤولياتنا ونتائج الاستفتاء ستكون مقبولة من قبل حكومتنا''. من جانبه اعتبر جون بينغ رئيس المفوضية الإفريقية أن ''ما يهم هو أن نائبي الرئيس السوداني علي عصمان طه وسيلفا كيير زعيم جنوب السودان التزم كل واحد منهما في خطاباته باحترام اتفاق السلام الشامل وخاصة موعد إجراء الاستفتاء ونتائجه''. وكان استفتاء تقرير مصير السودان وسبل تطبيقه شكل موضوع نقاش خلال القمة التي عقدت على هامش أشغال الجمعية العامة الأممية بحضور العديد من قادة وزعماء دول العالم في مقدمتهم الرئيس الأمريكي باراك اوباما. هذا الأخير الذي ألح على ضرورة التزام السودان بالتنفيذ الكامل لاتفاق السلام الشامل الموقع لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد وكذلك بالموعد المحدد لإجراء الاستفتاء على انفصال الجنوب في التاسع جانفي المقبل. وقال ''لم يعد باقيا على موعد الاستفتاء سوى 100 يوم تقريبا وهذا التجمع الذي نشهده اليوم هو رسالة واضحة للسودانيين بأن ما يحدث في السودان هو شأن يهم منطقة الصحراء ويهم العالم بأسره''. وأضاف ''علينا العمل على ضمان تقديم كافة المساعدات لجنوب السودان بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء'' مشيرا إلى أن إدارته ضاعفت من جهودها لضمان إجراء الاستفتاء في موعده المتفق عليه. والموقف نفسه عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي حث على ضرورة أن يكون الاستفتاء سلميا وبعيدا عن كل التهديدات وقال إن ''التحديات موجودة الآن أمام السودان وإفريقيا وكل المجموعة الدولية''. من جهتها أكدت الدول المشاركة في القمة التزامها باحترام نتائج الاستفتاء ومساعدة السودان على التوصل إلى سلام شامل في كامل أراضيه بعد الفترة التي تلي هذا الاستحقاق الانتخابي.وأراد قادة الدول المشاركة توجيه رسالة تضامن من قبل المجموعة الدولية بعد حوالي ثلاثة أشهر من تنظيم هذا الاستفتاء المصيري في جنوب السودان والذي يرى عديد المتتبعين بأنه سيؤدي إلى ميلاد دولة جديدة خاصة وأن معظم سكان الجنوب مسيحيين على نقيض الشمال المسلم. وهي رسالة تضامنية طالبت بشأنها عديد الهيئات المدنية وأنصار الانفصال في جنوب السودان المجموعة الدولية بترجمتها على ارض الواقع بعدما طالبوا المجتمع الدولي بممارسة ضغوط على حكومة الخرطوم لحملها على تنظيم الاستفتاء في موعده المحدد. وفي سياق منفصل قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام الآن لوروا أن رواندا أكدت أنها ستبقي في دارفور قواتها العاملة في إطار بعثة حفظ السلام المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي. وقال لوروا ردا لدينا تأكيدات من الرئيس بول كاغامى بأنه خبر سار وأضاف ''بعد زيارة الأمين العام بان كي مون إلى كيغالى قبل أسبوعين أكد الرئيس كاغامى أن قواته ستبقى في السودان وخصوصا في دارفور ونشعر بالارتياح لذلك''. وهددت كيغالى بسحب جنودها من السودان بعدما علمت أن الأممالمتحدة ستنشر تقريرا يتهم كيغالى بارتكاب جرائم في جمهورية الكونغو الديمقراطية بين 1996 و.1998 ووضعت رواندا 3300 جندي بتصرف الأممالمتحدة في إقليم دارفور في إطار البعثة الدولية الإفريقية المشتركة و256 جنديا آخرين في إطار البعثة المكلفة بتطبيق اتفاق السلام بين شمال السودان وجنوبه.