تطرق الدكتور نادر القنة، خلال الورشة العلمية التي نظمت على هامش مهرجان مسرح الجزائر الدولي في يومها الثالث والتي تمحورت حول ''النقد المسرحي''، إلى أدوات النقد في المفهوم العلمي المبني على أسس وقواعد مدروسة، وبمعايير جمالية يمكن من خلالها قراءة العرض المسرحي بشكل دقيق، موضحا بأن النقد العلمي يتجاوز الأطر الراهنة والمفاهيم السابقة وكل ما هوثابت. مضيفا أنه ''لا يوجد نقد من زاوية معينة، فكل الزوايا صالحة لأن تكون شرفة لقراءة العرض وتفتيش ما بداخله. كما فرق القنة خلال المحاضرة التي ألقاها بمؤسسة فنون وثقافة بعبان رمضان بالجزائر العاصمة بين نوعين من النقد، النقد الفرونكفوني وهو ما برعت فيه الوسائط الإعلامية، وهو نقد سطحي وانطباعي، والنقد الأجلوسكسوني وهو الذي يبحث في أغوار العرض والبحث في ثناياه. كما تناول ضيف الجزائر تبيان علاقة النقد المسرحي بالمناهج العلمية الحديثة مثل علم النفس الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى المنهج التكويني الذي يبحث في مركب تكوين العرض من الناحية الفنية والجمالية والإبداعية، وكذا المنهج السيميولوجي الذي يبحث في علم الدلالات والإشارات، والمنهج التاريخي الذي من خلاله، يضيف القنة، نقرأ العرض من السياق المشابهة التاريخية وموقفنا من التاريخ، بالإضافة إلى المنهج الفيمونولوجي، والمقارن. هذا وقد أوضح ذات المحاضر بأنه لا وجود لما يسمى بالتمثيل المسرحي العفوي، فكل ما يقدمه وما يقوم به الممثل على خشبة العرض يكون عن نية مقصودة، حتى إذا كان عفويا، يضيف نادر، فهي عفوية مقصودة. هذا وقد دعا نادر في معرض حديثه النقاد والصحفيين الفاعلين في الحقل الثقافي والفني إلى نبذ فكرة إصدار الأحكام القضائية والقيم المعيارية على أي عمل مسرحي مهما كانت طبيعته، وتحري الموضوعية في عملية النقد، بمعنى ألا يحكم على أي عمل بالفشل والنجاح، ''لا يكون جلادا يهوي بسيفه على عنق العرض، ولا مزمارا ينثر لحنا جميلا على أجزاء العرض، لأن ما قد يستهجنه زيد، يقول القنة، يستحسنه عمر والعكس الصحيح. كما تحدث ذات المحاضر عن أهمية المكان والزمان في مسار العرض المسرحي. للإشارة فقد تناول الدكتور نادر بالشرح والتحليل المفصل بعض العروض المسرحية التي عرضت على ركح محيي الدين بشطارزي في ظل هذه التظاهرة الفنية الدولية.