تحرك المجتمع السياسي والمدني البريطاني سريعا مع ما يحدث للصحراويين في الأراضي المحتلة، فقد ندد برلمانيون بريطانيون مساء أمس الأول بلندن بوفاة مراهق صحراوي على يد قوات الأمن المغربية في الأراضي المحتلة وكان وفد البرلمانيين البريطانيين قد وقع على عريضة ينددون فيها بهذه ''السلوكات'' ووجهوها لوزير الشؤون الخارجية البريطاني يعبرون فيها عن ''انشغالهم الكبير'' إزاء الوضع السائد في الصحراء الغربية، و أكد رئيس المجموعة البرلمانية حول الصحراء الغربية السيد جيريمي كوربين ''أنها مأساة و عار. وكانت الأوضاع في الأراضي المحتلة الصحراوية قد عرفت تجاوزات خطيرة في 72 ساعة الأخيرة لاسيما مع مقتل الشاب الصحراوي المسمى غري ناجم (14 سنة) الذي كان وسط مجموعة متظاهرين كانوا يريدون إظهار التمييز والتجاوزات التي يتعرض لها الشعب الصحراوي، حيث جرح العديد من المتظاهرين بعد رميهم بالرصاص الحي. ووكان النائب البرلماني جيرمي كوربي- والمعروف في الأوساط البريطانية والعربية بدفاعه عن القضايا العادلة مثل القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية - قد أكد في زيارته لمقر الخارجية بالقول '' خلال اجتماعنا مع وزير الشؤون الخارجية سأطلب بان تقوم حكومة المملكة المتحدة بكل ما في وسعها لوضع حد للانسداد السياسي وتمكين الشعب الصحراوي من الاختيار الحر لتقرير مستقبل أراضيهم. و أعرب برلماني آخر عن إرادته في رفع هذه المسالة إلى وزير الشؤون الخارجية. من جهته أوضح ممثل جبهة البوليساريو بلندن لمين بعلي أن البرلمانيين البريطانيين قد وقعوا على هذه العريضة وقد نددوا بالسلوكات المغربية وقد عبروا فيها عن ''انشغالهم الكبير'' إزاء الوضع السائد في الصحراء الغربية. وكان الجيش الملكي المغربي قد استعمل ''القوة'' لردع قافلة من السيارات كانت تنقل نازحين صحراويين جدد إلى مخيم الاستقلال شرق مدينة العيون إذ بلغ عدد المصابين أزيد من 40 مواطنا صحراويا نقلا عن وزارة الأرض المحتلة والجاليات. يحدث كل هذا في وقت تطالب فيه المنظمات الحقوقية الصحراوية ب''تدخل عاجل'' للمجتمع الدولي قصد إيقاف مسلسل العنف المستعمل من طرف الجيش المغربي في حق النازحين الصحراويين. و تذكر وكالة الأنباء الصحراوية ان تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان ( كوديسا) حمل المملكة المغربية مسؤولية ما سيقع للنازحين الصحراويين بالمناطق المحتلة في حالة بقائهم دون أبسط الشروط الإنسانية. يشار الى ان رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الأمين العام لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز قد دعا منظمة الأممالمتحدة للحيلولة دون وقوع ''مجزرة رهيبة'' ضد مخيمات النازحين الصحراويين بالمناطق المحتلة. وكانت وكالة الأنباء الصحراوية قد أفادت أن الرئيس عبد العزيز حذر في رسالة بعث بها إلى الأمين العام الأممي السيد بان كيمون من أن ''الحشود الضخمة من مختلف التشكيلات العسكرية والأمنية التي تحاصر المخيمات تبعث بإشارات قوية على احتمال إقدام الحكومة المغربية على عمل عدواني جديد. ولاحظ الرئيس عبد العزيز --حسب ما نقلته الوكالة-- بان ''تلك الحشود تكرار لنفس تلك المظاهر الرهيبة والمشاهد المروعة التي رافقت عملية الاجتياح العسكري للصحراء الغربية يوم 31 أكتوبر 1975 وما أدى إليه من عمليات التقتيل والإبادة الجماعية بحق المدنيين الصحراوين العزل. وأضاف في رسالته إلى المسؤول الاممي : ''تطورات مقلقة حدثت تنبئ بعواقب لا تحمد منذ مراسلتي لكلم يوم 18 اكتوبر الجاري بالنسبة لحوالي 1500 مواطن صحراوي يقيمون منذ مطلع هذا الشهر في مخيمات العراء شرقي مدينة العيون. ونبه الرئيس الصحراوي أيضا الى تضاعف الوجود العسكري والأمني المغربي في مدينة العيونالمحتلة وضواحيها بشكل عام وحول مخيم النازحين الصحراويين شرقي المدينة بشكل خاص مع استقدام وحدات جديدة من مدن مغربية ووحدات التدخل السريع القادمة من الجدار العسكري المغربي الذي يقسم الصحراء الغربية. وفي هذا الصدد أعرب عن أمله في تدخل الأمين العام الاممي ''في أسرع الآجال دون تأخر أو تقاعس'' مناشدا المجتمع الدولي ''القيام بواجباته وتحمل مسؤولياته. وأكد رئيس الجمهورية الصحراوية في الأخير على ضرورة ايجاد آلية أممية لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية و مراقبتها والتقرير عنها ممبرزا أن المنظمة الأممية ومن خلالها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ''مطالبة بتوفير الماء والغذاء والدواء إلى هؤلاء النازحين الصحراويين تفاديا لكارثة إنسانية وشيكة.