جددت المملكة المتحدة موقفها الداعم لجهود الأمين العام الأممي من أجل التوصل إلى حل تفاوضي بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره· وقال الدكتور كيم هاولز وزير الدولة المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأمن الدولي لدى مساءلته نهاية الأسبوع أمام مجلس العموم أن المملكة المتحدة تؤيد تماما المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب والتي تتم تحت إشراف المنظمة الأممية بهدف التوصل الى تسوية عادلة ونهائية للنزاع الصحراوي الذي دخل عقده الرابع وذلك بما يكفل حق الشعب الصحراوي في اختيار مصيره بكل حرية· ويأتي تجديد الموقف البريطاني بعد أيام قليلة من عقد الجولة الرابعة من مفاوضات منهاست التي تم تأجيلها إلى 16 من هذا الشهر بطلب من الطرف المغربي بعد ان كانت مقررة ليومي 11 و13 من الشهر نفسه·واعتبرت جبهة البوليزاريو هذا التأجيل بمثابة دليل على النوايا غير الحسنة للطرف المغربي الذي تتهمه بمحاولة عرقلة العملية السلمية للإبقاء على الوضع الراهن خدمة لمصالحه· ورد المسؤول البريطاني على سؤال طرحه نائب من الحزب الليبرالي الديمقراطي حول نتيجة المحادثات التي كان أجراها مع وزير الخارجية المغربي وتناولت وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية· وقال الدكتور هاولز أن آخر محادثات له مع رئيس الدبلوماسية المغربية الفاسي الفهري كانت شهر جويلية الماضي ولكن ذلك لا يعني ان الاتصالات مع السلطات المغربية قد انقطعت بهذا الشأن حيث لا يزال الحوار متواصلا بانتظام ليس فقط مع الحكومة المغربية ولكن أيضا مع المجتمع المدني وكل الأطراف المهتمة بالقضية الصحراوية بالتركيز على مسألة حقوق الإنسان· وهو ما دفع بالمسؤول البريطاني بالربط بين تدهور وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وبين الاحتلال وهو ما ينسجم مع ما خلص إليه تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان الذي أنجزته شهر أكتوبر 2006 ورفضت المنظمة الأممية الكشف عن مضمونه تحت ضغط قوى عظمى مساندة للمغرب· ولكن ما تسرب من مضمون التقرير إلى وسائل الإعلام فضح جزءا من الحقيقة التي تسعى الرباط إلى إخفائها بعدما تأكد أن التقرير أعطى صورة سوداء عن وضعية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة·وكان الدكتور هاولز وفي تصريح سابق له استبعد أن تقوم منظمة الأممالمتحدة بالإفراج عن التقرير الذي تطالب السلطات الصحراوية وعديد المنظمات الإنسانية والحقوقية بنشره· وفي الوقت الذي يستعد فيه طرفا النزاع في الصحراء الغربية لعقد جولة رابعة من المفاوضات وجه الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز نهاية الأسبوع رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يعلمه فيها بخطورة الوضع القائم في الأراضي المحتلة والانتهاكات المرتكبة في حق المواطنين الصحراويين والوضع الصحي المتدهور للمعتقلين السياسيين الصحراويين المضربين عن الطعام في السجون المغربية كما ذكر بدور الأممالمتحدة تجاه هذه الانتهاكات· واعتبر الرئيس الصحراوي أن كل تأخر للأمم المتحدة في تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية بخصوص ما يحدث في الأراضي الصحراوية المحتلة يدفع بالمنطقة نحو المزيد من الانزلاقات الخطيرة، كما يساهم في تفجير الوضع بعدما بلغت جرأة المحتل الى ارتكاب ابشع الجرائم في ابشع صورها من تقتيل واغتصاب واختطاف ومصادرة الحقوق الأساسية للمواطنين· وقال الرئيس عبد العزيز في الرسالة أن هذا يجعلنا نستشعر الضمير العالمي بخطورة الوضع في أفق عقد الجولة الرابعة من المفاوضات والتي نعلق عليها أمالا عريضة من اجل تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه الطبيعي والمشروع في الحرية وتقرير المصير·