استغرب محيط كرة القدم الجزائرية قائمة اللاعبين الذين استدعاهم الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة والمعنيين بالتنقل إلى لوكسمبورغ لمواجهة هذا الأخير وديا خاصة فيما يتعلق بالعناصر التي تنشط في الهجوم على شاكلة مهاجم شبيبة القبائل محمد أمين عودية بذل كل من مهاجم باري الايطالي عبد القادر غزال واتحاد جدة السعودي عبد المالك زياية. أول شيء حير المتتبعين هو الاستغناء المفاجئ لبن شيخة عن المهاجم عبد القادر غزال، حيث لم يفهم المتتبعون سبب الاستغناء عن لاعب ينشط في إحدى أكبر البطولات الأوروبية والعالمية رغم مشاركته في كل لقاءات البطولة كأساسي، ليتم الاستنجاد بلاعب ينشط في بطولة جزائرية أقل ما يقال عنها أنها كارثية سواء من حيث المستوى الفني، البدني وحتى الانضباطي، لكن وجهة نظر بن شيخة جاءت مغايرة تماما لما يراه التقنيون. وإن لم يكن بيد بن شيخة حيلة في استدعاء لاعبين آخرين بمستوى كبير ، فإن ذلك لا يعني الاستنجاد بعودية الذي يعد لاعبا محدود المستوى مقارنة بالمحترفين وإن قلنا غير ذلك فإنه لا يملك سوى مستوى بطولة جزائرية بنقائصها وعيوبها الكثيرة، كما أن مهاجم الشبيبة صام عن التهديف لمدة طويلة ولم يقدر حتى على التسجيل أمام أضعف فرق البطولة الجزائرية وفي مختلف لقاءات منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، ضف إلى ذلك عدم قدرته على تحمل الضغط بدليل أنه كان قد هدد بمغادرة الشبيبة قبل نهاية الموسم الفارط بسبب الأنصار وكذلك ما حدث له قبل مواجهة الشلف أكبر دليل على أنه لا يستحق أن يكون بديلا لغزال وأي محترف آخر. وإذا ما تم مقارنة زياية الذي تم الاستغناء عنه وتعويض ورقته بمهاجم الشبيبة أو مهاجم اتحاد برلين كريم بن يمينة ، فإن ما كان قدمه الأول مع وفاق سطيف قبل التوجه إلى البطولة السعودية يعتبر أكبر بكثير مما يقدمه عودية سواء من حيث حسه التهديفي الذي مكنه من الارتقاء إلى المراتب الأولى في سلم ترتيب الهدافين في العالم أو مساهمته في مختلف الحملات التي كان يقودها فريقه، إلا أنه لم يستطع أن يقدم الشيء الكثير منذ استدعائه من طرف الناخب الوطني السابق رابح سعدان لكن الوقت لازال أمامه لكسب مزيد من الخبرة عكس كريم بن يمينة الذي بلغ29من عمره ويلعب في بطولة الدرجة الثانية الألمانية. فيما كانت عقدة التهديف بحاجة إلى تدعيم نوعي أو حتى الاستنجاد بلاعبين محليين وليس التخلي عن مهاجمين جاهزين من الناحيتين البدنية والفنية ليسوا بحاجة إلى وقت من أجل الاندماج بالشكل اللازم مع المجموعة، والاستنجاد بآخرين لم يكونوا حتى ليحلموا بأن يلعبوا في المنتخب المحلي على شاكلة عودية الذي وجد نفسه مباشرة في المنتخب الأول بعدما اكتفى بالجلوس مرة واحدة على كرسي الاحتياط في مقابلة الغابون الودية. وبما أن مصلحة «الخضر» تتطلب اتخاذ القرارات السليمة بعيدا عن التسرع أو فكرة التغيير من أجل التغيير التي قام بها بن شيخة، خاصة بعد الضغط الذي أصبح يفرض على محيط المنتخب والذي يدعو في مجمله إلى الاستغناء عن بعض اللاعبين والاستنجاد باللاعب المحلي لقضاء مصالح البعض الشخصية، كما أن ارتباط بن شيخة بالمنتخب المحلي جعله يعتقد أن ما يملكه أفضل من بعض العناصر الموجودة في المنتخب الأول، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنه لا زال يفكر بطريقة جزائرية ستؤثر لا محالة على مشوار «الخضر» في تصفيات كأس الأمم الإفريقية.