سمحت السلطات المالية بالتواجد العسكري الموريتاني على أراضيها من أجل ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في المغرب العربي، وقالت مصادر أمنية إن عدد الآليات العسكرية يعد بالعشرات من سيارات وشاحنات، إضافة إلى كثافة التواجد العسكري من الجيش الموريتاني الذي وضع في حالة استعداد وتأهب كبير. قالت مصادر عسكرية إن الجيش الموريتاني دفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى المناطق الصحراوية في شمال جمهورية مالي المجاورة في إطار حربه التي بدأها ضد ما يعرف بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وقال المصادر إن وحدات من الجيش الموريتاني وقوات الحرس الرئاسي، شوهدت تعبر الحدود المالية متوغلة في إقليم أزواد شمال مالي لملاحقة عناصر القاعدة الذين يتخذون من شمال مالي مقرا لنشاطاتهم ومعسكراتهم التي يحتجزون بها حاليا سبعة أجانب من بينهم خمسة خبراء نوويين فرنسيين اختطفوهم من النيجر. قال مسؤول أمني مالي في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية ''لقد أعطينا الضوء الأخضر لجيراننا الموريتانيين بدخول أراضينا وهذا من أجل محاربة عدونا المشترك وملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية''، وأضاف المتحدث أن عناصر القاعدة في المغرب يقدر عددهم بالمئات في منطقة الساحل'' ولذلك فإننا مع الموريتانيين على أهبة الاستعداد للمواجهة في أي وقت كان''. وفي نفس السياق أشار إلى أن الجماعات الإرهابية قادرة على ''زرع الألغام، وهذا هو واحد من أساليبهم، حيث يخفون الألغام في جثث القتلى من الجنود لتنفجر في من يسترجع تلك الجثث''. ووفقا لذات المصادر فإن الجيش الموريتاني موجود على موقعين على الأقل في المنطقة، وفق التعليمات المعطاة، والهدف الفوري من هذا الأمر هو احتلال تلك المنطقة قبل أن تحتلها العناصر الإرهابية، يقول نفس المصدر. وأضاف نفس المتحدث أن ''في الليل في المطار موريتانيا تخضع الطائرات المغطاة من قماش القنب للحراسة من قبل أربعة جنود في مالي''، وقال إن ''تلك الطائرات تحلق في بعض الأحيان في سماء المنطقة في محاولة لتحديد الأماكن المحتملة للإرهابيين''. وأضاف المصدر ذاته أن فرنسا تراقب المنطقة عن طريق أقمار التجسس لمراقبة العناصر المشبوهة في المنطقة. وكان الطيران الموريتاني رفقة الآليات الحربية قد نفذ غارات جوية ضد معاقل لتنظيم القاعدة في شمال مالي، ولم يعرف إذا كانت الغارات خلفت خسائر في صفوف عناصر التنظيم. ونقلت مصادر إعلامية في نواكشوط عن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قوله إنه سيمضي قدما في حربه على تنظيم القاعدة في الصحراء الكبرى حتى القضاء على فلوله، وقال ولد عبد العزيز في لقاء مع شيوخ العشائر العربية في شمال مالي أثناء زيارته مؤخرا للعاصمة المالية بامكو، إن القاعدة أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الأمن والاستقرار في المنطقة ولا بد من التعاون للقضاء عليها، مشيرا إلى أن موريتانيا «ستسعى لتطهير المنطقة من القاعدة حتى ولو تخلت عنها دول المنطقة''، ودعا سكان إقليم أزواد المالي إلى التعاون مع الجيش الموريتاني في مطاردته لعناصر التنظيم وعدم توفير المأوى لهم.