استنفر الجيش الموريتاني قواته أول أمس تزامنا مع ذكرى مرور خمس سنوات على الهجوم الدامي الذي استهدف حامية لمغيطي العسكرية (1400 كلم شمال شرقي العاصمة نواكشوط)، وجند الجيش الموريتاني 3 فيالق تجوب المنطقة الشرقية لموريتانيا، إضافة إلى الاستعانة بالقواعد الثابتة للقوات العسكرية المنتشرة في المنطقة. وأعلن الجيش الموريتاني مناطق العمليات العسكرية مناطق مغلقة بسبب التهديدات الإرهابية التي باتت تقلق جميع دول الساحل، ويغطي الجيش نحو 300 ألف كلم مربع في الولاياتالشرقية والشمالية الشرقية من البلاد. وفي ذات السياق أعلن متحدث باسم الجيش في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أن الجيش أعلن حالة استنفار قصوى عبر 3 فيالق وعدد من القواعد ركز على الطرق والنقاط الإستراتيجية والنقط المائية الصالحة للشرب والتي تعرض فيها الجيش لهجمات متكررة من قبل عناصر القاعدة على مدى الأعوام الخمسة الماضية، قائلا ''نحن هنا مجندون في الصحراء ..نحن في انتظارهم''. ويقول في هذا الصدد متابعون للشأن الأمني في المنطقة إن محكمات من يوصفون بالانتماء لتنظيم القاعدة في من بينهم المتهمون بالمشاركة في هجمات ضد حاميات الجيش، والتي أسر فيها 30 موريتانيا قد تزامنت مع الإجراءات العسكرية المشددة مما يفسر أن السلطات الموريتانية فضلت الذهاب إلى خيار الحسم العسكري بديلا للمراجعات الفكرية التي بدأتها السنة الجارية عندما رفضت موريتانيا مبادلة سجناء القاعدة. تم نقل الحامية بعد مهاجمتها من طرف الإرهابيين إلى أعلى الهضبة، وقام الجيش ببناء متاريس وحواجز رملية لمنع تسلل الإرهابيين في المستقبل. ومن حوالى أربعين عسكرياً ارتفع عدد جنود الحامية ليصل إلى حوالى ثلاثمائة جندي تم تجهيزهم وتسليحهم في شكل جيد لمواجهة مقاتلين أشداء لا يعرفون الرحمة ضد أعدائهم ويتحركون في شكل زمر صغيرة وبهويات غالباً ما تكون مزوّرة. وقالت مصادر أمنية إن وحدات الجيش الموريتاني المتواجدة داخل البلاد تعيش حالة استنفار منذ إعلان اختطاف المواطنين الإسبان. وفي هذا الإطار كانت طائرات عسكرية إسبانية قد باشرت مهمة البحث عن السياح الإسبان المختطفين في موريتانيا، دون أن تتمكن حتى الآن من تحديد المكان الذي يوجد فيه السياح الثلاثة الذين يعتقد على نطاق واسع أنه تم اختطافهم من طرف الجماعات الإرهابية في المنطقة. ويواصل الجيش الموريتاني عمليات البحث المكثفة عن المختطفين، ومن بين الإجراءات التي سارعت إلى القيام بها قوات الجيش الموريتاني هو وضع الوحدات العسكرية على الحدود في حالة استنفار في انتظار مسح جوي قد تقوم به طائرات الجيش من أجل تحديد وجهة الخاطفين والتضييق عليهم داخل المناطق الصحراوية القريبة وقطع الطريق أمام أي عودة محتملة لمعسكرات القاعدة شمال مالي، إلى جانب مراقبة الحدود الشمالية للعاصمة خصوصا وأن المعلومات المتوفرة لدى الأمن منذ شهرين تتحدث عن تواجد عناصر من الجماعة السلفية للدعوة والقتال والتي أصبحت تعرف بما يسمى بقاعدة المغرب داخل المدينة المكتظة.