حذر عدد من الخبراء العرب من خطورة قيام رجال الدين اليهودي ''الحاخامات'' في اسرائيل بتوظيف الرموز الدينية لتبرير سفك دماء العرب والاستيلاء على أراضيهم ومقدساتهم، جاء ذلك في الندوة التي عقدها مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية تحت عنوان ''الفكر الديني اليهودي وأثره في البناء الإيديولوجي للمجتمع الإسرائيلي'' . وقال الدكتور منصور عبد الوهاب أستاذ اللغة العبرية بكلية الألسن جامعة عين شمس بأن العلاقة بين اليهودية والصهيونية علاقة متلازمة، حيث يتم توظيف الرموز الدينية لخدمة الأغراض السياسية والتوسعية. ومحاولة إيجاد صيغة تبريرية للوجود اليهودي الذي يعني الاستيلاء على الأرض بزعم (الوعد الإلهي) والقضاء على سكان وأصحاب هذه الأرض. إضافة إلى البحث عن رموز دينية ترسخ الوجود اليهودي باعتباره وجوداً سياسياً في المنطقة (نجمة داوود - الهيكل - الحائط). وتطرق إلى موضوع ''فتاوى الحاخامات ''وهم رجال الدين اليهودي الذين يحرصون علي تبرير أي انتهاكات أو أعمال استيلاء وهدم للأحياء والمنازل العربية في فلسطين والقدس اعتماداً على الفتاوى . ولفت إلى أن هناك عداء غريزيا لدى اليهود للسامية ومحاولة الترويج للمقولات الخاطئة والزائفة حول أن العرب هم من بادروا بالحشد للحرب. لإثبات وجود نزعة ''معاداة السامية'' والرغبة في إبادة اليهود للحصول على الدعم الدولي السياسي والمادي لإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وشدد على أن فتاوى الحاخامات تحتل مكانة رئيسية ضمن مكونات آليات التحكم والسيطرة في المجتمع الإسرائيلي وفي بعض الأحيان تكون هي المحرك الرئيسي لموقف المجتمع تجاه بعض القضايا. وأشار إلى أن هؤلاء الحاخامات أصدروا فتاوى تحض على ضرورة التخلص من العربي حتى لو كان طفلاً رضيعاً أو مسناً من المدنيين، الذين لا شأن لهم بأمور القتال، ثم استعرض فتاوى الحاخامات فيما يتعلق بالأغيار وشعوب الأغيار وفقاً للشريعة اليهودية لا تنزل في مرتبة واحدة مع اليهود فالشريعة اليهودية تجيز لليهودي أن يتصرف بعنف وأن يقتل ويضرب وأن يشهر بأحد الأشخاص من غير اليهود. لافتا إلى أن هذه الإجازة واسعة النطاق قد تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في العنف المفرط لدى اليهودي تجاه غير اليهود ويفسر هذا مبالغة إسرائيل في الاستخدام المفرط للقوة وارتكاب المذابح البشعة ضد الفلسطينيين أو اللبنانيين بشكل لم يسبقه مثيل، لذا نجد في الواقع العملي ان الحاخامات وقادة الجمهور المتدين كثيرا ما يصدرون فتاوى تتجاوز قوة القانون المعمول به وتنتهي إلى عدم القبول بالقانون الإسرائيلي. وأوضح أن الشريعة اليهودية تجيز قيام الفرد المتعصب للرب بتوقيع العقاب الذي يراه على غيره بنفسه وأن يقتل الكفار من غير اليهود دون محاكمة. وهذه الفتوى تجيز ضرب هذا الكافر وسبه ولعنه وتشويه سمعته وهذا الحكم أساس الشر في الشريعة اليهودية بالنسبة لكل من يدعو إلى الالتزام بقيم الحرية والدين والضمير.