أسندت الحكومة الإسبانية مهمة تهيئة الأجواء لعقد القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط ببرشلونة خلال شهر نوفمبر الجاري إلى وزير الخارجية السابق ميغال أنخيل موراتينوس الذي أبعد من منصبه أكتوبر الماضي. وأفادت الصحيفة الإسبانية ''أ بي سي'' على موقعها الإلكتروني إن رئيس الحكومة الأسبانية خوسيه لويس رودريغاز ثباتيرو يرغب في الاستفادة من تجربة وزيره السابق للخارجية موراتينوس في قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرة إلى أن الوزير الذي ترك رئاسة الدبلوماسية الفرنسية الشهر الماضي لخليفته ترينيداد خيمينيث، سيشرع في جولة بالشرق الأوسط يوم الثلاثاء القادم بهدف مناقشة إمكانية عقد قمة ''من أجل المتوسط'' خلال الشهر الجاري، وهي التي تم تأجيلها عن موعدها الذي كان محددا في السابع من جوان الماضي. وبين المصدر ذاته أن مدريد متأكدة أن عقد القمة المتوسطية الثانية قبل نهاية الشهر الجاري هو أحسن توقيت لذلك، مبينة أن مدريد تعمل على أن تستفيد القمة من زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لبرشلونة في 19 نوفمبر الجاري لحضور قمة حلف الشمال الأطلسي، من خلال إمكانية دفعه لمسار المفاوضات بين الفلسطينيين والصهيونيين، بالنظر إلى أن هذا الملف هو الذي أدى إلى تجميد نشاط الاتحاد من أجل المتوسط منذ أن اعتدت إسرائيل على غزة أواخر عام 2008 ، وهو ما اعتبره الكثير من أعضاء هذا الاتحاد غير مقبول، وفي مقدمتهم الجزائر التي رأت أنه من غير المنطقي أن يكون اتحاد وتقوم دولة عضو بالاعتداء على بلد عضو هو الآخر في التكتل ذاته. ورغم سعي مدريد إلى عقد هذه القمة في هذا الشهر، إلا أن الأوضاع الميدانية تشير إلى صعوبة تحقيق ذلك، فقد سبق لوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي ترأس بلاده مع فرنسا الاتحاد من أجل المتوسط مناصفة أن أكد شهر أكتوبر الماضي أن عقد هذه القمة الثانية ليست محددة بشهر نوفمبر الداخل، إنما هي مرتبطة بتسجيل انفراج في المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال أبو الغيط إن القمة المرتقبة لم تؤجل كما لم يتحدد تاريخ انعقادها موضحا أنه سيتم انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع المتعلقة بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الحديث حول القمة كان يدور منذ جوان الماضي على انعقادها ببرشلونة في الأسبوع الأخير من نوفمبر المقبل ''لكن لا توجد حتى الآن مؤشرات حول وجود نية لذلك''. ومن جهته، كان مفوض الاتحاد الأوروبي المعني بسياسة الجوار والتوسع ستيفان فوليه قد أكد أنه لم يتم بعد اتخاذ أي قرار بشأن تأجيل القمة المرتقبة للاتحاد من أجل المتوسط، مبينا أن الاتحاد الأوروبي يرغب في انعقادها بالوقت المحدد لها ''لكن هناك العديد من المداولات فيما يتعلق بالأحداث الراهنة خاصة في منطقة الشرق الأوسط''. وسبق لمصادر دبلوماسية أن أكدت أن قمة هذا الاتحاد المقررة في نوفمبر المقبل في مدينة برشلونة الاسبانية مهددة بتأجيلها للمرة الثانية بسبب فشل المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وذكرت مصادر إعلامية سورية في وقت سابق أن دمشق حددت لفرنسا التي ترأس الاتحاد من أجل المتوسط حاليا مع مصر مجموعة من الشروط لحضورها قمة الاتحاد المقبلة في برشلونة نوفمبر الداخل، وفي مقدمتها إقصاء وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدرو ليبرمان من المشاركة في هذا الموعد. وقال المصدر ذاته ''إن سوريا صاغت أسئلة محددة بشأن القمة وعرضتها على الفرنسيين والأسبان بشكل خاص، وتنتظر أجوبة قبل قمة برشلونة، وتتمحور الأسئلة السورية حول نقاط عدة أبرزها رفض المشاركة في أية قمة يحضرها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدرو ليبرمان''. ويشار إلى أن الاتحاد من أجل المتوسط تأسس قبل عامين، ويضم 43 دولة تتمثل في دول الاتحاد الأوروبي ال27 ، إضافة إلى تركيا وإسرائيل والدول العربية المطلة على البحر المتوسط.