أعرب وزير الخارجية الإسبانية ميغال أنخيل موراتينوس عن أمله في أن يحضر قمة الاتحاد من أجل المتوسط المقررة في نهاية شهر نوفمبر الداخل ببرشلونة جميع قادة الدول الأعضاء، مشيرا إلى أن دفع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من شأنه أن يحرك هذا المشروع الجامد منذ الحرب على غزة إلى الأمام. وأوضح موراتينوس في حديث مع صحيفة الحياة اللندنية أنه ناقش خلال لقاء جمعه مع وزيري الخارجية السوري وليد المعلم والتركي أحمد داود اوغلو ملف الصراع العربي الإسرائيلي والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وكذا محاولة بعث المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب ودمشق، مؤكدا في هذا الإطار على دور فرنسا التي ترأس حاليا الاتحاد من أجل المتوسط مع مصر. وقال موراتينوس في رده على سؤال متعلق بهذا الموضوع ''دور فرنسا مهم، كما أثبت الرئيس نيكولا ساركوزي العام الماضي. إنّ إسبانياوفرنسا تدعمان الاتحاد من أجل المتوسط. ونحن نحاول أن نرى، وهذا أيضاً جزء من الاجتماع، كيف يستمر الجو السياسي في الاتجاه الصحيح. وناقشنا في إطار الاجتماع المذكور قمة الاتحاد من أجل المتوسط المقررة مبدئياً في نوفمبر. وسيكون ساركوزي رئيس القمة، أي سيكون لفرنسا دور. وستكون مصر وإسبانيا الدولتين المضيفتين. لذا نأمل بأن يتمكّن كل القادة من القدوم. لكن، وحرصاً على القمة، من الضروري أن تتواصل المحادثات المباشرة بين فلسطين وإسرائيل، وأن نبني علاقة أفضل بين إسرائيل وتركيا، وأن يعود المسار السوري''. وقد تم تأجيل قمة الاتحاد من أجل المتوسط التي كانت مقررة في السابع من جوان الماضي بعد أن أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان عزمه المشاركة في قمة الاتحاد من أجل المتوسط على الرغم من معارضة دول عربية على حضوره وتهديدها بمقاطعة القمة، خاصة مصر بسبب تصريحات سابقة لليبرمان، قال فيها إن مبارك الذي يرفض زيارة إسرائيل ''يمكنه أن يذهب إلى الجحيم''، كما هدد في تصريح آخر بتوجيه ضربة للسد العالي في صعيد مصر. وكان تعطل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من بين أهم المعوقات التي حالت دون عقد القمة المتوسطية في جوان، نظرا لأن الجمود الذي يعيشه هذا التكتل سببه الاعتداء الإسرائيلي على غزة في نهاية ,2008 وهو الأمر الذي اعتبرته عدة دول أنه غير منطقي، وفي مقدمتها الجزائر التي رأت أنه من غير المقبول اعتداء بلد عضو على آخر عضو كون ذلك يفقد أي محاولة للشراكة بين الدول الأعضاء. وقد دفع هذا الواقع بباريس والقاهرة إلى أن تقررا ماي الماضي عقب تأجيل قمة الاتحاد من أجل المتوسط بعث مفاوضات السلام في الأراضي المحتلة من بوابة هذا الاتحاد لمواجهة حالة الجمود التي يواجهها. وكانت المشاورات التي أجراها الرئيس المصري حسنى مبارك مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس وزراء اسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو ماي الماضي قد توجت بالاتفاق على تأجيل قمة الاتحاد من أجل المتوسط التي كانت مقررة في 7 جوان الماضي ببرشلونة مقر الأمانة العامة للاتحاد، قصد ''ضمان أكبر قدر من النجاح لها وعلى أمل أن يكون هناك تقدم ملموس في المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط''، على حد تعبيرهم. وتأسس الاتحاد من أجل المتوسط الذي تترأسه فرنسا ومصر، قبل عامين ويضم 43 دولة تمثل دول الاتحاد الأوروبي ال,27 إضافة إلى تركيا وإسرائيل والدول العربية المطلة على البحر المتوسط.