أكدت مصادر دبلوماسية في القاهرة التي ترأس الاتحاد من أجل المتوسط مناصفة مع فرنسا أن قمة هذا الاتحاد المقررة في نوفمبر المقبل في مدينة برشلونة الإسبانية مهددة بتأجيلها للمرة الثانية بسبب فشل المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن هذه المصادر أول أمس إن إمكانية عقد اجتماع للاتحاد في باريس أواخر أكتوبر الحالي أصبحت هي الأخرى مهددة بسبب الاختلافات في الرؤى بعد إصرار إسرائيل على عدم تجديد قرار تجميد الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهناك تخوف لدى بعض الدول العربية من اتخاذ خطوة اللجوء إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار حول إقامة الدولة الفلسطينية وحدود تلك الدولة خوفا من الفيتو الأمريكي. وتطالب تلك الدول بضرورة التنسيق مسبقا مع واشنطن. كما أن اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإصدار قرار إقامة الدولة الفلسطينية لن يكون له تأثير كبير لأن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة. وكان مصدر دبلوماسي عربي قد أكد مؤخرا أن العرب يتجهون لعودة السلطة الفلسطينية إلى خيار المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، مشيرا إلى أن هناك مناقشات عربية مكثفة حول هذا الخيار ومن المرجح ''حدوث توافق عربي'' خلال الأيام القليلة المقبلة حوله. وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد أكد يوم الإثنين الماضي بعد لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي زار القاهرة أن العرب ينظرون فى الخيارات السياسية البديلة فى مواجهة الإصرار الإسرائيلي على استمرار الاستيطان. وقال ''إننا بدأنا مرحلة حساسة جدا في عملية السلام والنزاع العربي الإسرائيلي وإسرائيل مصرة على الاستيطان بشكل أو آخر وتعطيه الغطاء اللازم ونحن غير مستعدين لإعطاء غطاءات''. وذكرت مصادر إعلامية سورية أن دمشق حددت لفرنسا التي ترأس الاتحاد من أجل المتوسط حاليا مع مصر مجموعة من الشروط لحضورها قمة الاتحاد المقبلة في برشلونة نوفمبر الداخل، وفي مقدمتها إقصاء وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدرو ليبرمان من المشاركة في هذا الموعد. وقال المصدر ذاته ''إن سوريا صاغت أسئلة محددة بشأن القمة وعرضتها على الفرنسيين والأسبان بشكل خاص، وتنتظر أجوبة قبل قمة برشلونة، وتتمحور الأسئلة السورية حول نقاط عدة أبرزها رفض المشاركة في أية قمة يحضرها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدرو ليبرمان''. ويشار إلى أن الاتحاد من أجل المتوسط تأسس قبل عامين ويضم 43 دولة تتمثل في دول الاتحاد الأوروبي ال,27 إضافة إلى تركيا وإسرائيل والدول العربية المطلة على البحر المتوسط.