تنتهج وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سياسة جديدة في تزويد معهد باستور الجزائر بالكواشف الخاصة بالتحاليل، وخصوصا كواشف تحاليل التهاب الكبد الفيروسي. وأصبحت هذه المواد تتخذ وجهة أخرى بعد انتهاء إجراءات الجمركة في ميناء الجزائر، بدل وصولها مباشرة إلى مخازن المعهد، ما يؤجل إجراء تحاليل الشحنة الفيروسية للمرضى والتي تتوقف عليها عملية تحديد نوع الدواء الواجب تقديمه للمريض وكذا مدته. وصل تعداد المرضى على قائمة انتظار إجراء تحاليل التهاب الكبد الفيروسي أكثر من 100 مريض، حسب ما صرّح به رئيس الجمعية الوطنية لمرضى التهاب الكبد، عبد الحميد بوعلاق، أن سوء التسيير والتنسيق بين الهيئات والمديريات المعنية على مستوى وزارة الصحة، أدى إلى تدهور الأوضاع على الصعيدين المهني والصحي، فقد شلت الإجراءات الجديدة المتبعة من قبل الوزارة في تزويد معهد باستور، الوجهة الوحيدة للمرضى للخضوع لمثل هذه التحاليل الخاصة والدقيقة، من جهة، وتسببت في تدهور الحالة الصحية للمرضى. من ناحية أخرى من المنتظر أن تتسبب هذه الإجراءات التي بدأت بوادرها تظهر على الساحة الصحية في أزمة فعلية وندرة تامة وحقيقية في الكواشف لشهور طويلة، أضاف محدثنا في اتصال هاتفي. من جهة أخرى وفي سياق مغاير، كشف عبد الحميد بوعلاق الستار عن قضية اقتناء أجهزة ''فيبروسكان'' بقيمة واحد مليار سنتيم للجهاز الواحد، ويتعلق الأمر بكل من وحدة الأمراض المعدية لمستشفى القطار والمستشفى الجامعي لولاية باتنة. ونددت الجمعية في مراسلة إلى وزير الصحة السابق سعيد بركات، وجهت نسخة منها إلى كل من رئيس الجمهورية والوزير الأول بتاريخ 24 فيفري الماضي اتهمت فيها بعض المسؤولين على مستوى الوزارة بالتواطؤ مع رؤساء المصالح الذين أقدموا على اقتناء مثل هذه الأجهزة عديمة الفعالية، وهذا بغرض استبدال أجهزة فحص النسيج الكبدي ''بيوبسي'' الضرورية والتي لا يمكن الاستغناء عنها في علاج مرضى التهاب الكبد الفيروسي. أوضحت فيها أن هذا الجهاز ليست له أولوية لعدم تمكن الأطباء في الاختصاص من ناحية ولأن مستخدميه ليسوا من أصحاب الخبرة. وألح بوعلاق في مراسلة جديدة وجهها، أمس، إلى وزير الصحة جمال ولد عباس، على ضرورة تدخله الشخصي للتحقيق في القضية التي يشتبه ضلوع مسؤولين على مستوى القطاع فيها. إذ كان من الأحرى بهؤلاء المسؤولين توجيه المبالغ المهدورة على اقتناء الفيبروسكان لتزويد مصالحهم بأجهزة PCR الخاصة بتحاليل الشحنة الفيروسية ومنخفضة الثمن مقارنة مع الجهاز السابق.