كشف مصدر موثوق ل”الفجر” أن هناك “نقصا فادح في الكواشف الخاصة بمرض التهاب الكبد الفيروسي بكافة أنواعه منذ ما يقارب 15 يوما”، وهذا على مستوى معهد باستور الجزائر المخوّل الوحيد بجلب هذا النوع من المواد الصيدلانية، حيث تقدم بطلبية جديدة للتزود بالكواشف بعد انتهاء المخزون. وقال المصدر إن “المستشفيات والمخابر على مستوى العاصمة تعاني من نقص في الكواشف الخاصة بالتهاب الكبد الفيروسي، نتيجة عدم تزويد معهد باستور لها بالكميات اللازمة، ما تسبب في تعطيل الفحوصات والتحاليل المتعلقة بهذا المرض”، مشيرا إلى أن “المستشفيات والمخابر تستخدم المخزون الموجود لديها من الكواشف لإجراء الاختبارات”. وذكر نفس المصدر أن “معهد باستور لا يحوز حتى على كاشف واحد من هذه الكواشف، وهذا نتيجة سوء التسيير على مستوى المصلحة المكلفة بمثل هذه الملفات، ويتعلق الأمر بمصلحة علم الفيروسات في معهد باستور الجزائر”، رافضا تحميل المسؤولية لإدارة المعهد “لأن أي نقص أو ندرة فيما يخص الأدوية أو المحاليل أو الكواشف لا يمكن أن تتنبأ بها الإدارة إلا إذا تقدّمت المصالح المعنيّة بطلب للإدارة بغرض شرائها”. وحمل المتحدث مسؤولية هذا الخطأ لرئيس مصلحة علم الفيروسات “الذي تقاعس عن أداء مهامه كمسؤول في منصب حساس، حيث أنه تقدم بطلب للتزوّد بهذا النوع من الكواشف بعد أن اشتكى المعهد من ندرتها”، متسائلا “كيف يمكن أن يقع مسؤول المصلحة في مثل هذا الخطأ، خاصة وأنّه يشغل هذا المنصب منذ سبع سنوات، وكيف لم يتّخذ الإجراءات اللاّزمة لتفادي الوقوع في فخ الندرة؟”. وأضاف المصدر أنه “كان حريا بالمسؤول أن يتقدّم بطلب إلى إدارة المعهد للتزود بهذه الكواشف تزامنا مع انخفاض المخزون في المعهد”، واصفا مشكل الندرة ب”سوء التسيير العلني، فلو كان المسؤول يؤدي مهامه، كما يجب، لما حدث هذا، خاصة وأن هذا النقص من الممكن أن يعطّل الكشف المبكر عن التهاب الكبد الفيروسي ما قد يؤزم الحالة الصحية للمصابين”. من جهة أخرى، كشف مصدر مقرب من معهد باستور أن “الطلبية التي تقدمت بها تتواجد حاليا على مستوى مطار هواري بومدين، في انتظار استكمال الإجراءات الروتينية قبل استلامها”، متسائلا “كيف لرئيس المصلحة أن يتأخر في التقدم بطلبيته رغم علمه بالفترة اللازمة للحصول على الطلبية، وكذا الإجراءات القانونية للإفراج عنها على مستوى المطار”. جدير بالذكر أن معهد باستور متعاقد مع مخبرين للتزود بالكواشف الخاصة بالتهاب الكبد الفيروسي، ويتعلق الأمر بفرع المخبر الأمريكي “أبوت” في ألمانيا، والمخبر الفرنسي “ديو راد”، وهذا لتفادي مشكل الندرة. للإشارة، حاولنا الاتصال مرارا بمعهد باستور قصد التحدث إلى المسؤول عن مصلحة علم الفيروسات، لكننا لم نتمكن من ذلك.