تدرس وزارة الصحة إمكانية نقل صلاحية استيراد الأدوية والكواشف الطبية من معهد باستور الجزائر إلى الصيدلية المركزية، خاصة بالنسبة للمواد الصيدلانية التي تختص الصيدلية المركزية بتوزيعها على المستشفيات، في الوقت الذي ستترك له صلاحية جلب اللقاحات فقط. كشف مصدر مقرب من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ل “الفجر”، أن مسؤولي القطاع بصدد دراسة فكرة سحب صلاحية طرح مناقصات وإبرام صفقات شراء المواد الصيدلانية من المخابر الأجنبية من معهد باستور الجزائر، وهي الوظيفة التي أصبح يؤديها المعهد وشغلته عن دوره الرئيسي المتمثل في البحث وليس التجارة والتسويق. وقال المصدر إن الإدارة الحالية للمعهد أعربت عن رغبتها في التنازل عن الجانب التجاري، خاصة بعد الضجة التي رافقت إبرام عدد من الصفقات، وكذا سوء تسيير بعض المصالح “مثلما حدث في مصلحة علم الفيروسات، حيث كاد تهاون رئيس المصلحة في تقديم طلب لجلب كواشف مرض التهاب الكبد الفيروسي أن يتسبب في كارثة بشرية”. وأضاف مصدر “الفجر” أن المواد الصيدلانية التي سيتم منح صلاحية توفيرها للصيدلية المركزية تتمثل في الأدوية والكواشف والمنتجات الصيدلانية التي تقوم هذه الأخيرة بتوزيعها على المستشفيات والعيادات والمؤسسات الاستشفائية فقط، فيما تستثنى من هذا القرار المواد التي يقوم المعهد ببيعها للمخابر الخاصة وكذا اللّقاحات. وأشار المصدر إلى أن فكرة منح صلاحية جلب المواد الصيدلانية للصيدلية المركزية من شأنه أن يحسن من تسيير قطاع استيراد الأدوية والمنتجات الصيدلانية والتقليص من مشكلة الندرة التي كثيرا ما يتسبب فيها التأخر في تقديم طلب رسمي للمخابر التي يتعامل معها المعهد، واصفا هذا الاقتراح ب “المنطقي”. وكشف ذات المصدر أن الوزارة تدرس اقتراحا آخر يتمثل في إمكانية منح صلاحية إجراء تحاليل مراقبة الجودة بالنسبة للمواد الصيدلانية الأخرى التي يختص بجلبها معهد باستور إلى مخبر آخر، خاصة اللقاحات “فمن غير المنطقي أن يبرم المعهد صفقات لجلب دواء من مخبر معين ثم يقوم هو بمراقبة مدى مطابقته للمعايير!”.