تشارك سفن وطائرات حربية جزائرية في مناورات حربية ضخمة مشتركة بين الناتو ''حلف شمال الأطلسي'' ودول شمال وجنوب المتوسط، حيث تقوم بتمرين مشترك ينشطه ضباط من القوات البحرية لدول المنطقة، ويدخل في إطار تعزيز التعاون والتنسيق بين ''ممثلي الأمن البحري'' للدول المذكورة، واستكمالا لجهود تمتين أواصر العمل المثمر لعشر دول مطلة على المياه المتوسطية، وما تواجهه من تحديات راهنة خصوصا ما تعلق بالتهريب والإرهاب والهجرة غير الشرعية. أعلن قائد الأسطول السادس الأميركي الأدميرال هيري هيريس أن مناورات عسكرية مشتركة بين حلف الشمال الأطلسي''الناتو'' ودول من شمال وجنوب المتوسط، بينها تونسالجزائر والمغرب ستنظم خلال شهر ماي المقبل. وقال هيريس، خلال لقاء صحافي في تونس إن المناورات العسكرية المرتقبة ستنظم خلال الفترة ما بين 23 ماي و15 جوان من العام المقبل تحت اسم ''فينيكس''. وأوضح أن مركز قيادة عمليات هذه المناورات سيكون في تونس على أن تشارك فيها قوات جوية وبحرية من ثلاث دول عربية هي، إلى جانب تونس، كل من الجزائر والمغرب، بينما ستشارك إيطاليا وإسبانيا من الضفة الشمالية للمتوسط، بالإضافة إلى قوات من حلف الشمال الأطلسي''ناتو''. واعتبر المسؤول العسكري الأميركي، الذي بدأ أول أمس زيارة إلى تونس تستغرق يومين، أن المناورات العسكرية المرتقبة تندرج في سياق علاقات التعاون بين الدول المذكورة وحلف الشمال الأطلسي. وأشار إلى أنه أجرى خلال تواجده في تونس محادثات مع عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين التونسيين تمحورت حول سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين. ومن جهة أخرى، تطرق هيريس، الذي يشغل أيضا منصب مساعد قائد القوات البحرية الأميركية في أوروبا وأفريقيا، إلى موقف بلاده من مسألة الإرهاب، حيث أكد أن واشنطن ستواصل حربها ضد هذه الظاهرة، رافضا في الوقت نفسه الآراء التي تقول بأن أمريكا فشلت عسكريا في العراق وأفغانستان. وقال إن أميركا لم تفشل عسكريا، ولكن الأوضاع في العراق وأفغانستان أثبتت أن الخيار العسكري ليس دائما هو الحل، ويتعين أن يترافق مع تحرك سياسي ودبلوماسي. إلى ذلك، جدد هيريس، الذي تولى قيادة معسكر غوانتنامو مطالبته بغلق هذا المعتقل، وقال إنه يعد واحدا من الذين دعوا إلى ضرورة غلق المعتقل، غير أنه اعتبر أن المسألة في غاية من التعقيد وذلك خلافا لما يظنه البعض. وأوضح في هذا السياق أن عددا من الدول مازلت ترفض تسلم ''الإرهابيين'' الموجودين حاليا في غوانتنامو، الأمر الذي ساهم في تعقيد مسألة غلق هذا المعتقل. يشار إلى أن معتقل غوانتنامو يضم حاليا نحو 245 معتقل من 30 دولة منها الجزائر من أصل 800 اعتقلوا فيه عند افتتاحه في .2002 وقد تعهد الرئيس الأميركي الحالي بإغلاقه، غير أنه يواجه مصاعب في هذا الشأن، حتى أن الغالبية الجمهورية الجديدة في مجلس النواب الأميركي لم تتردد في تأكيد عزمها على التصدي لإغلاق هذا المعتقل، وذلك بعد الانتصار الذي حققه المحافظون الثلاثاء من الأسبوع الماضي في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. للعلم فإن مشاركة الجزائر في مثل هذه المناورات الضخمة تعكس حجم القدرات والإمكانيات التي يزخر بها الأسطول الحربي الجزائري، ومدى مواكبته للتطورات المعاصرة في ميدان التكنولوجيات الحديثة المستعملة في مجال الدفاع عن المياه الإقليمية والإبحار، بما يؤهلها لضمان أمن وسلامة مياهها الإقليمية.