ستقوم ست سفن حربية تمثل دول مبادرة ال 5+5 لضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط، ولأول مرة بتمرين مشترك ينشطه ضباط من القوات البحرية لدول: الجزائر، إيطاليا، فرنسا، اسبانيا، البرتغال، المغرب، تونس، مالطا وليبيا، ويدخل في إطار تعزيز التعاون والتنسيق بين "ممثلي الأمن البحري" للدول المذكورة واستكمالا لجهود تمتين أواصر العمل المثمر لعشر دول مطلة على المياه المتوسطية وما تواجهه من تحديات راهنة خصوصا ما تعلق بالتهريب والارهاب والهجرة غير الشرعية. وقد رست أمس خمس سفن حربية بميناء الجزائر وهي : السفينة الايطالية كومندنت بورسيني من نوع "طواف أعالي البحار مزودة بحوامة، وأخرى اسبانية، وفرقاطة فرنسية "ديسكوبيتا" وفرقاطة مغربية تحمل اسم "الحسن الثاني" وسفينة "قرطاج " التونسية. إضافة الى سفينة الصومام للقوات البحرية الوطنية. وقد قام قادة الوحدات البحرية لدول ال 5+5 بزيارة مجاملة الى قائد الواجهة البحرية الوسطى العميد محمد قلمامي وفق ما تتطلبه تقاليد القوات البحرية، حيث تبادلوا معه الهدايا التذكارية. وتعد المناورات المشتركة فرصة سانحة للجزائر لإبراز قدراتها وكفاءات إطاراتها، حسب ما ذكر رئيس خلية الاتصال لدى قيادة القوات البحرية المقدم سليمان ديفايري، مشيرا أن هذه المناورات الاولى من نوعها اختير لها موضوع "المراقبة والأمن البحري" في اشارة إلى تعزيز الحضور الأمني ومراقبة حركة الملاحة داخل المياه المتوسطية التي تعتبر ممرا هاما للقارات الخمس. وحسب المقدم ديفايري فإن المناورات التي ستجري تحت قيادة الجزائر سيتبادل خلالها ضباط مختلف البلدان التجارب وتوحيد طرق العمل لمواجهة التحديات الراهنة، موضحا أن التمرينات ستبدأ بتدريبات على الرصيف وخلق ورشات وتنشيط محاضرات لفائدة أفراد البحرية، كما سيتم إجراء تمرين في عرض البحر بين (23 و25) أكتوبر يتعلق ب "المكافحة من أجل البقاء" وهو سيناريو يجري على متن الفرقاطة المغربية. وأكد المصدر أن كل الوحدات المشاركة في التمارين ستعود الى ميناء الجزائر يوم ال 27 أكتوبر ليخصص يوما 28 و29 من الشهر الجاري لاجتماعات تقييمية ينشطها مسؤولون سامون في بحرية بلدان مبادرة ال 5+5 للخروج بتوصيات. وتأتي هذه المناورات البحرية العسكرية استكمالا لجهود التعاون والتشاور السياسي بين دول ضفتي المتوسط التي تعمل على تبادل المعلومات والخبرات في مجال مكافحة الآفات العابرة للقارات كالإرهاب والتهريب والهجرة غير الشرعية، هذه الأخيرة التي انتشرت بالخصوص في دول الضفة الجنوبية باتجاه الشمال. ويعول المسؤولون السياسيون لدول ال 5+5، بانطلاق المناورات العسكرية، على هذا الجهاز الأمني الهام الذي من شأنه حماية المياه الإقليمية ومراقبة حركة الملاحة. للإشارة فإن القوات البحرية لدولتي ليبيا والبرتغال ستشاركان بدون سفن حربية، أما موريتانيا فقد غابت عن هذا اللقاء العسكري الهام.