وصف العديد من مسؤولي دور النشر المحلية التي استطلعت الحوار رأيهم حول عملية توزيع الكتاب بالجزائر بالضعيفة، هذه الوضعية يقول هؤلاء أضرت بالكتاب، المؤلف، القارئ والناشر ايضا وكذا بالاقتصاد الوطني. ودعا الناشرون بالمناسبة إلى ضرورة وضع استيراتجية وضبط خطة محكمة من شأنها المساهمة في حل هذه الأزمة التي نخرت جسد الثقافة الجزائرية. فوزية لرادي: مديرة دار الفيروز للنشر أوضحت فوزية لرادي صاحبة دار نشر الفيروز أن الجزائر مازالت تعاني من أزمة توزيع الكتاب، مقارنة بعملية النشر، مشيرة في هذا الاطار الى مؤشر ارتفاع الاصدارات خلال الأعوام الأخيرة نظرا لدعم الدولة لهذا المنتوج الفكري الذي انساب عبر قرائح المبدع الجزائري، على اختلاف مضامينه.'' هناك بعض السبل التي قد يمكن أن تذلل العقبات أمام الكتاب وتسهل له المرور إلى قارئه فمعارض الكتاب التي دأبت الجزائر على تنظيمها سنويا مثلا سمحت بالكشف عن عناوين جديدة لعموم الناس وهي بذلك تمنح فرصة للناشرين ولولمدة زمنية وجيزة لتجسيد الاحتكاك وتبادل الخبرات.'' ودعت لرادي العارضين لخلق روابط عملية ما بين الناشرين، مبرزة ان مشكلة توزيع الكتاب مطروحة أيضا في كل الدول العربية، ''لكن وبالرغم من أن هذا الحدث الدولي كان فرصة للمهنيين للتوزيع ووضع المؤلف الجديد في متناول القارئ، من المفروض أن نقتنص هذه الفرصة ونستغلها بشكل أمثل، حتى نمتص ولوجزء قليلا من أزمة التوزيع على المستويين المحلي والعربي.'' وذهبت لرادي الى ابعد من هذا عندما اكدت أن المعرض ليس كافيا للتخلص من هذه الإشكالية التي لها جذورا عميقة، كما دعت ذات المتحدثة إلى ضرورة تهيئة أرضية ومناخ مناسب متبوعا بقوانين ردعية من شأنها ان تنظم سوق الكتاب في الجزائر وتضمن مرور الكتاب إلى المناطق النائية من بلادنا، مثل ما هوالحال بالنسبة لنشر الكتب الذي عرف انفراجا خلال السنوات الأخيرة فالوزارة في كل الأحوال تقول فوزية أفردت أموالا باهظة بهذا الخصوص حتى لا يبقى منتوجنا الفكري مرصوصا في المخازن. توفيق ومان مدير دار فيسيرا للنشر من جهته قال توفيق ومان صاحب دار فيسيرا للنشر والتوزيع وأمين عام الرابطة الوطنية والمغاربية للأدب الشعبي إن مشكلة توزيع الكتاب تعاني منه كل الأقطار العربية، سيما في الجزائر عكس النشر الذي عرف خلال السنوات الأخيرة انتعاشا كبيرا ورصدت له الدولة غلاف مالي معتبر .غير ان المشكل المطروح، يضيف ومان، كيف السبيل للكم الهائل من العناوين التي تصدر يوميا في الجزائر إلى القارئ، ع''لى الدولة الجزائرية أن تضمن قناة يصل من خلالها الكتاب للقارئ حيث ما كان وحيث ما وجد. ومن العراقيل التي تواجه عملية التوزيع حسب ومان، عدم وجود هيئات متخصصة في عملية توزيع الكتاب في الجزائر منظمة ومهيكلة ، فضلا عن صعوبة المسالك بين الولايات وشساعة الرقعة الجغرافية للجزائر، وكذا نقص وسائل النقل بين الولايات، ومشاكل أخرى لا يسع المجال لحصرها، هذه العراقيل يقول توفيق فتحت الشهية أمام تجار الأرصفة وعبَّد الطريق والتجار المتطفلين، ووسعت من عملية البزنسة وانتشرت أسواق موازية نخرت الاقتصاد الوطني. ويرى ومان ان تسهيل عملية انتقال الكتاب من المطبعة نحوالقارئ تستدعي ضبط قوانين صارمة من شأنها تنظيم سوق الكتاب في الجزائر، ''صحيح أن صالون الكتاب الذي نظمته الجزائر مؤخرا والذي دخل طبعته الخامسة عشر قد خفف نوعا ما من الضغط الذي يمارس على عملية التوزيع لكنه يبقى غير كاف. مصطفى قلاب مدير دار الهدى للنشر والتوزيع ويذهب مدير دار الهدى للنشر والتوزيع في نفس اتجاه ومان حيث أكد بدوره ان المشاكل التي تعترض عالم الكتاب في الجزائر، خاصة تلك المتعلقة بعملية انتقال الكتاب من المطبعة إلى القراء، واصفا عملية توزيع الكتاب بالجزائر بالضعيفة . وقال قلاب ان المعرض الدولي للكتاب فرصة لاحتكاك القارئ بالمؤلف والجهة المسؤولة عن إصدار الكتاب، لكن يبقى دائما شغف القارئ الجزائري على الكتاب في تزايد مستمر، والمواطن الجزائري خاصة ذلك الذي يقطن خارج حدود العاصمة الجزائر. كماعبر قلاب عن استيائه ازاء عدم وصول العناوين إلى المكتبات المنتشرة عبر التراب الوطني، مقترحا في معرض حديثه بوضع خطة محكمة لضبط سوق الكتاب في الجزائر وتنقيته ممن اسماهم بالطفيليين الذين زادوا الطينة بلة. الأديب عيسى شريط: وفي نفس السياق أوضح الأديب عيسى شريط أن الجزائر تعيش أزمة حادة من ناحية توزيع الكتاب، حيث اقتصر توفير هذه المادة الفكرية الهامة على الجزائر العاصمة أما باقي مناطق الوطن فحدث ولا حرج، مضيفا إن ما يحز في نفسه كمبدع هوانتهاجه كل الطرق من أجل إخراج باكورة أعماله إلى الوجود ومع ذلك حتم عليها الركون جانبا وفي مكان مظلم حيث لا يراها أحد، فتذهب كل جهودي هباء منثورة، إن الأهمية بمكان يقول عيسى وضع استراتيجية عالية المستوى التي من خلالها نمرر الكتاب إلى كل مناطق الوطن حتى في القرى والمداشر، جتى لا نحرم القراء من الأعمال الفكرية التي تصدر يوميا، وحتى ننصف الكتاب وصاحبه.