مازال الكاتب يشتكي من أزمة تواصل بينه وبين القارئ، حيث إن هذه المسالة بدأت تطرح بحدة في الآونة الأخيرة. ولاحتواء هذه المشكلة لجأ العديد من المكتبات المتواجدة على مستوى الجزائر العاصمة إلى إيجاد حل للحد من هذه الأزمة ووجدت في عمليات البيع بالإهداء وسيلة لاختصار المسافة بين الكاتب والقارئ وجسرا ثقافيا لتعبيد طريق التواصل بين المؤلف والمتلقي. عن أهمية البيع بالإهداء وعن المقاييس المعتمدة في تنظيمه يحدثنا مدراء مكتبات الجزائر العاصمة في هذا الاستطلاع. عبد الرحمان علي باي: مكتبة العالم الثالث أوضح عبد الرحمان علي باي، مدير مكتبة العالم الثالث، حرص هيئته على تنظيم جلسات البيع بالإهداء التي يستفيد منها الأطراف الثلاثة الكاتب والقارئ والمكتبة المنظمة للعملية الهدف منه هو فتح قنوات الاتصال بين صاحب الكتاب والقارئ ، وقال باي: ''كمهني أحرص كل الحرص على متابعة عالم النشر ومستجدا ته حتى أكون على علم بكل ما هو جديد في عالم النشر وفي مختلف التخصصات. لكن فيما يخص عملية البيع بالإهداء نختار عادة الأجناس الأدبية كالرواية والدواوين الشعرية. ففي بعض الأحيان نحن من يقترح على الناشر إفادتنا بالعناوين الجديدة وأحيانا أخرى يتقدم صاحب العمل ذاته إلى مقر المكتبة ويطلعنا على جديده، بعدها نبرمجه ضمن قائمة البيع بالإهداء الخاصة بمكتبتنا. وبخصوص المقاييس والمعايير المعتمدة في اختيار الكتب التي توقع للبيع، قال علي باي أن الأمر لا يتعلق فقط بكتب الرواية والدواوين الشعرية وإنما حتى الكتب العلمية ككتب الطب والتسيير حتى نفتح ونشجع التواصل والاتصال بين صاحب الكتاب والقارئ. و عن إيرادات البيع بالإهداء قال باي إن هذه العملية لا يرجى من ورائها مكسب مادي بقدر ما هو معنوي''الهدف منها فتح مجال الحوار بين الكاتب والقارئ''. محمد إسماعيل: مكتبة الأبيار العامة أكد محمد إسماعيل مدير مكتبة الأبيار العامة أن البيع بالإهداء عملية جد مهمة إذ تسمح بالتعريف بالعناوين الجديدة التي تصدر ها دور النشر الجزائرية، وهي فرصة أيضا تمكن الكاتب بالاتصال المباشر مع قرائه. وفيما يخص الجهة المقررة لبرمجة البيع بالإهداء قال محمد ''صراحة أنا المشرف العام على برمجة النشاطات الثقافية التي تتم على مستوى المكتبة ومن بينها عملية البيع بالإهداء، وأنا من يقوم بعملية الاتصال بدور النشر والبحث عن العناوين الجديدة التي صدرت في ظرف ثلاثة أشهر قصد بيعها بالإهداء من قبل أصحابها، من جانبها تقوم دار النشر التي أصدرت الكتاب بالاتصال بالمؤلف صاحب العمل ويدخل هذا العمل المنجز ضمن الأعمال الأدبية كالشعر والرواية أو التاريخ. أما الأهداف المرجوة وراء عملية البيع بالإهداء قال محمد إنها تسمح للمتلقي بالاتصال المباشر بصاحب العمل حيث تمكن القارئ من استجواب كاتبه والاستفسار عن مضمون الكتاب عن طريق الحوار المباشر مع صاحب المؤلف. وقال إسماعيل أن عملية البيع بالإهداء تفتح مجالا واسعا لكل من الكاتب و المتلقي، فبالنسبة للكاتب فهو يسهل وصول أعماله الجديدة في ظرف قياسي إلى القراء ودون عناء، أما المتلقي فيجد فيها ضالته حيث نختصر له طريق البحث عن الكتب الجديدة الموجودة في سوق الكتاب المحلي. وعن حجم الإيرادات التي تنجر عن هذه العملية أوضح إسماعيل أن الأمر لا يرتكز على الجانب الاقتصادي بقدر ما هو فضاء للتواصل بين الكاتب والقارئ، وأن هذه العملية أصبحت تقليدا معمولا به لدى غالبية المكتبات عبر أرجاء الوطن. خير الدين بومعيزة: مكتبة القرطاسية أشار خير الدين بومعيزة مدير مكتبة القرطاسية إلى أن عملية البيع بالإهداء أصبحت تقليدا ثقافيا متميزا، حيث تسمح بالتعريف بالأديب أو الكاتب أو المؤرخ أو الشاعر على السواء وبما أنتجته قريحتهم الذهنية ولاسيما الجيل الجديد من الكتاب الذين سيكون لهم صدى في المستقبل القريب أو حتى الأسماء الأدبية البارزة المعروفة على الساحة الثقافية. فهذه العملية تسمح بإطلاع القارئ على جديد سوق الكتاب الوطني وبالتالي فعملية البيع بالإهداء التي تتم على مستوى المكتبات بمثابة جسر يصل الضفتين معا، بمعنى أنها تسهل للكتاب أو المؤلف عملية تمرير أفكاره وأعماله نحو المتلقي، وبدوره يجد المتلقي القارئ فرصة الحوار مع صاحب المؤلف. وعن الهدف من هذه العملية قال بومعيزة إن الهدف يكمن في التعريف بالكتاب والترويج له عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، مساهمة منا، يضيف خير الدين، في عملية تسويق الكتاب الجزائري داخل وخارج الوطن، وعليه فالربح المادي، يقول بومعيزة، هو آخر ما ننظر إليه. وعن المقاييس التي تعتمدها المكتبة في اختيار العناوين المبرمجة لهذه العملية قال بومعيزة إن الأمر لا يحتاج إلى وضع مخطط معقد لاختيار العناوين إنما يتعلق الأمر باختيار المضمون الجيد. محمد بوداود: الشركة الوطنية للنشر يرى محمد بوداود مدير الشركة الوطنية للنشر وتوزيع الكتب أن عملية البيع بالإهداء لا تتناسب مع المكتبات التي توجد بالشوارع الرئيسية، على اعتبار أنها تعرقل حركة المرور، مما يصعب على القارئ التردد على هذه المكتبات.