وصف السفير الجزائري بدمشق صالح بوشه العلاقات الجزائرية السورية بالممتازة، مبينا في الوقت ذاته أن التبادل التجاري بين الجانبين يظل ضئيلا كونه لم يتعدى عام 2009 مبلغ 230 مليون دولار. وفي تصريح لوكالة الأنباء السورية ''سانا''، أكد بوشه أن العلاقات بين البلدين ممتازة ومميزة لما لها من رصيد ثقافي وحضاري قديم، مردفا في هذا الشأن بالقول ''كنا دائما في صف واحد سواء في دعم سورية للجزائر في مقاومة الاستعمار وفي المقابل دعم الجزائر المستمر لحق الشعب السوري في استعادة الجولان المحتل.. وكانت الجزائر إلى جانب سورية في حرب أكتوبر عام 1973 ولدينا شهداء سقطوا في القنيطرة في تلك الحرب''. وأضاف بوشه قائلا ''إن علاقاتنا في تكوينها الجديد بين الرئيسين بشار الأسد وعبد العزيز بوتفليقة ممتازة، ومستمرة في التشاور في كل المراحل والبلدان يدعمان بعضهما في جميع المحافل الدولية''، مبينا أن هذه العلاقة المميزة بين رئيسي البلدين يتبعها العلاقة المميزة بين الأجهزة الحكومية مع وجود لجنة مشتركة كبرى يرأسها رئيسا حكومتي البلدين والتي انعقدت مرتين الأولى بدمشق والثانية في الجزائر ونتج عن هذين اللقاءين توقيع عشرات الوثائق والاتفاقيات. وأوضح أن التوقيع على الاتفاقيات والبروتوكولات ليس بحد ذاته الهدف وإنما لوضع أسس للتعاون وإطار قانوني ملائم للأوضاع الحالية الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين، مضيفا أن مجلس رجال الأعمال السوري الجزائري سيعقد اجتماعه الأول في الثالث والعشرين من هذا الشهر في الجزائر لدفع آليات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين ووضع هذا الإطار القانوني والمؤسساتي للعلاقات البينية. وفي رده على سؤال متعلق بحجم التبادل التجاري بين البلدين، قال السفير الجزائري ''إنه متواضع، ففي عام 2009 كان 230 مليون دولار لصالح الجانب السوري الذي يصدر كميات كبيرة من البضائع من قطنيات وألبسة وغير ذلك، ونطمح لأن نرفع من هذا السقف في إطار سياسة تجارية متكافئة.. نطمح أن تستطيع الجزائر زيادة حجم صادراتها إلى سورية في قطاع الغاز المسال أو منتجات زراعية كالتمور، والآن هناك مفاوضات بين وزارة النفط في الجزائر ونظيرتها السورية لبحث إمكانية إبرام عقد فيما يتعلق بالغاز المسال، لافتا إلى أن مجلس رجال الأعمال سيقوم خلال اجتماعه في الجزائر ببحث الثغرات والنقائص في العلاقات البينية الاقتصادية''. وأشار إلى وجود جالية سورية نشطة في الجزائر حيث شهد العام 2009 أكثر من 923 نشاط تجاري سوري في الجزائر بين أشخاص وشركات في جميع المجالات، في حين استقبلت سوريا 50 وفدا جزائريا من مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبرلمانية والرياضية. واعترف السفير أن الاستثمارات بين البلدين متواضعة وتقتصر على شركات خدمات نفطية سورية في الجزائر، مبينا أن الاستثمار ضئيل كون البلدين يحتاجان إلى عمل مسبق كخلق بيئة مصرفية ملائمة عبر إنشاء مصارف مشتركة تسهل إمكانية التبادل المالي والنقدي دون الحاجة إلى الوسطاء، إضافة إلى ضرورة وجود تعاون جمركي ينظم المواصفات والمقاييس بين البلدين ويجعلها متقاربة.