مثل كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية بالخارج حليم بن عطا الله ، الجزائر في أشغال المؤتمر الأول للمغتربين العرب الذي افتتح أمس السبت بالعاصمة المصرية ، والهادف إلى بحث قضايا الجالية ودورها في التنمية في الدول العربية. وحملت الطبعة الأولى لهذا المؤتمر الذي تنظمه الجامعة العربية على مدى يومين شعار''جسر التواصل''، وذلك من خلال مناقشة كيفية تعزيز تواصل الجالية مع العالم العربي ودور منظمات المجتمع المدني في النهوض بالأوضاع العامة للجاليات العربية من الجوانب الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية . ويتناول المشاركون في هذا المؤتمر المنعقد بناء على قرار من الوزراء العرب المعنيين بشؤون الهجرة والمغتربين في اجتماعهم الأول في 18 فيفري 2008 دور الجالية العربية وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان وإيجاد إطار تنظيمي للمغتربين العرب، وذلك من خلال عقد لقاء مفتوح للوزراء المعنيين بشؤون الهجرة مع المشاركين من الجاليات العربية المقيمة بالخارج . وتذكر إحصاءات غير رسمية إلى أن حجم الجالية الوطنية المقيمة بالخارج يتجاوز ستة ملايين نسمة، يشكل المقيمين بفرنسا أكبر نسبة منهما، إذ يتجاوز عددهم مليوني مهاجر، إلا انه رغم ذلك تبقى تحويلاتهم تتم في اطر غير شرعية حسب دراسة أعدتها وزارة الداخلية الفرنسية العام الماضي، والتي بينت أن تحويلات الجالية الجزائرية في فرنسا، تأتي في المرتبة الأولى، بقيمة إجمالية بلغت 3.15 مليار أورو، منها مليار و800 مليون أورو تم تحويلها باتجاه الجزائر بطريقة غير شرعية، في حين لم تزد قيمة التحويلات التي تمت عن طريق البنوك والمؤسسات المالية مليار و150 مليون أورو. وأشارت دراسة أعدتها ''هيئة تسهيل الاستثمار والشراكة اليورو متوسطية'' التابعة للبنك الأوروبي للاستثمار إلى أن نحو خمسة ملايين ونصف مليون مهاجر مقيمين في دول الاتحاد الأوروبي، ينحدرون من ثماني دول متوسطية هي الجزائر و المغرب وتونس ومصر ولبنان وسورية والأردن وتركيا يرسلون نحو 6 بلايين يورو أي 7.2 بليون دولار سنوياً إلى دولهم عبر قنوات الدفع الرسمية . إلى ذلك دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في كلمته الافتتاحية لهذا المؤتمر إلى وضع إطار وآليات للتعاون بين المغتربين العرب وبين أوطانهم العربية دون أن يؤثر ذلك على علاقاتهم بأوطانهم الجديدة،مبينا انه من أكبر التحديات التي تواجه المغتربين العرب هي ''الدعوات للصراع بين الحضارات وأضاف قائلا ''هناك صراعا بين الحضارات لكنه صراع بين الأجنحة المتطرفة بين الحضارات أما الأغلبية فهي تعايش وتداخل ومشكلات ولكن هناك حياة أما العنف فهو بين المتطرفين من الجانبين''، مؤكدا في هذا الإطار على اهتمام الجامعة العربية بالتواصل ومد جسور الحوار البناء مع المغتربين العرب. وأكد أن هذا الاهتمام يحتاج إلى'' تأطير'' ،مشيرا أن هذا المؤتمر مدعو لأن يناقش ذلك في محاوره ،خاصة و أن استجابة المغتربين العرب جاءت مشجعة حيث بادر كثير منهم بطرح محاور للنقاش بنيت عليها جدول أعمال المؤتمر. وأضاف موسى أن هناك تحديات جسيمة أمام العرب في ظل العولمة مما أحدث تغييرا مهما في العلاقات بين الشعوب أدى إلى زيادة الترابط والتشابك بين الناس وخلق صورة معقدة تحوى المنظور الإيجابي والتداعيات السلبية في الوقت ذاته على العالم العربي والمهاجرين.