لم أفهم بعد كيف قررت محافظة مهرجان وهران الدولي للسينما، إعادة استقبال أشباه ''نجوم'' مصر، هل صار بالسهل لهذا الحد أن نتراجع في قراراتنا ونحن الذين عرف عنا أننا لا نملك أعز من '' كلمة الرجال''.. ثم هل صرنا ساهلين ومتسامحين في حقنا لهذا الحد، أم صار غيرنا ''يمشينا على مزاغو'' حتى صرنا نقبل أن تطأ أقدام من شتمونا في يوم من الأيام، ثانية تراب وطننا الحبيب وبهذه السهولة وبهذه الطريقة.. الأجدر أن لا يلتفت منظمو المهرجان بتاتا لهذا النوع من الفنانين الذين لم يعودوا في اعتقادي حتى يستحقون تسمية ''فنانين''، فبينهم وبين ''الفتانين'' '' نقطة تضاف على حرف، والحقيقة أننا غير منزعجين منهم وبعودتهم بكل ''وجه صحيح'' إلينا، بقدر ما أزعجنا قرار الدعوة التي وجهت لهم، بكل برودة أعصاب من طرف منظمي المهرجان. ألم يكن مهرجان وهران الدولي للسينما مهرجانا تافها في اعتقاد من سندعوهم للمشاركة، ثم كيف لم تشل أيادي من أبرق دعوات الحضور لأشباه الفنانين المصريين، من أجل أن يشاركوننا مهرجاننا التافه.. لماذا نتحمل عجرفتهم وكبرياءهم، في حين ترى قلوبهم ''بادرة'' تجاهنا، حتى أنهم لا يروا فينا أهمية لدعوتنا المشاركة في آخر اجتماع لرؤساء المهرجانات الدولية الذين التقوا منذ يومين لبحث مشاكل المهرجانات السينمائية الدولية وكيفية حلها، والذي حضره حسب مصادر إعلامية مصرية جميع رؤساء المهرجانات الدولية رغم اعتذار رئيس مهرجان دمشق و رئيس مهرجان دبي، ورئيسة مهرجان كازان بروسيا، إلا أننا كنا ''صفر على الهامش''، لم نتلق حتى دعوات المشاركة ولا حتى التفاتة طيبة، من أبو عوف رئيس مهرجان القاهرة الذي أدار الاجتماع، تصرف كهذا لا يفسر إما أنه نكاية فينا أو استهزاء بنا فنحن على حد قولهم'' صغار'' لم نصل بعد سن الرشد وسينمائيينا غير قادرين على منافستهم بأي شكل من الأشكال، فكيف يستضافوا لمهرجاننا الدولي للسينما. البعض يقول أن قرار استضافة الأشقاء المصريين، هو إنهاء للقطيعة التي تعمد فنانو مصر المطالبة بها في حقنا أعقاب تأهلنا لكأس العالم، وكأننا بدعوتنا تلك لفناني مصر نوجه صفعة قوية لمن تعمد تغييبنا عن مهرجان القاهرة السينمائي، ولكننا بدعوتنا تلك لا نفعل أكثر من توجيه دعوة'' لمن لا يستحقها'' تماما. لا هي بادرة خير بيننا، ولا هم يحزنون، فحضروهم لا يعنينا ولا يشرفنا، كما لا يرضي الشعب الجزائري من الحدود للحدود، هذا الشعب الذي شتم وتلقى من الصدمات النفسية ما تلقى إبان مباريات كرة القدم التي كانت تجمعنا، فمن قال أننا نرغب في إنهاء القطيعة مع أشباه '' أبو عوف'' و''زينة''و'' أديب'' والقائمة طويلة، لا تحتاج مني أن أعيد تذكير القارئ بها فهي راسخة في ضمائرنا وذاكرتنا لا تأبى محوها، حتى أن النسيان ما قدر على مجابهة ذاكرتنا، ولين يقدر على فعل ذلك، لأننا تأذينا في أعز ما نملك، ولا زلنا بين الفينة والأخرى نستعيد مرارة الأحداث، ففي الوقت الذي كان يكفي أشقاءنا تهنئتنا على فوزنا واستحقاقنا، ''حسدنا'' والعياذ بالله وظلمنا شعبا وحكومة بطريقة أقرب إليها من الخيال عن الواقع، وطبيعي جدا أن يحدث ما حدث فكلهم ''ممثلون''. قد يقول قائل، إنني أسترجع ذكريات لا يجوز إعادة إحياءها، فهي كالفتنة، تحرق الأخضر واليابس، لكنني أدرك جيدا أن في قلب كل جزائري بالقدر الذي يحمل أشياء جميلة عن الإخوة المصريين، بقدر ما يكن مرارة قاسية لما تعمد هذا الشقيق المصري افتعاله فينا، في وقت الشدة، حيث احتجناهم بقوة. قد يقول البعض أن أبو النجا، من الفنانين المصريين القلائل الذين رفضوا سبنا والدخول في ''معمعة'' القذف الذي كنا نجنيه منهم، لكن لا خالد ولا غيره دعا وقتها، إلى تحكيم العقل و إيقاف مهزلة ''الفتنة'' التي أشعلها ''فتانو'' مصر، ثم لا زلنا غير راضين على استقبال لا زيد ولا عامر عندنا، ويلزمنا من الوقت الكثير حتى نفكر فعلا في قبولهم وسطنا. ومن المنظور الواقعي والسليم، فإن الأشقاء لا يروا غير ''ارواحهم'' فكيف لهم أن يثقوا بثقافتنا وفننا الذي نستعرضه عليهم، ولأننا غير قادرين تماما على جابهتم مثلما يعتقدون، فالأسلم والأنسب أن نترك لهم مهرجانات'' القاهرةودبي وأبو ظبي وتونس والمغرب وأوروبا والعالم بأسره''، ونكتفي بعرض ثقافتنا على نفسنا فحسب، ويكفينا أننا أمازيغ عربنا الإسلام، أفارقة تغمرنا ثقافة الضفة الأخرى من البحر، وهو التنوع الذي يحسدنا عليه الغير دون شك. ومثلما علق احد الجزائريين على الخبر، الأفضل أن يأتينا وتطأ أقدام ''غلابى'' الشعب المصري وعامتهم أرضنا، فبدونهم مصر لا تساوي شيئا، على أن تعود إلينا تلك الوجوه العابسة الشاتمة التي '' كلات الغلة وسبت الملة''. أكيد ودون شك، أن الجزائر كانت ولا زالت قبلة الأحرار عبر العالم، أولئك المتخلقين بأخلاق الإنسانية، حللت أهلا وسهلا على أرضنا، ومن '' لم تحمله أرضنا فستحمله رؤوسنا''، ومن عدا ذلك من طال لسانه شرفنا فالأفضل أن ''يعرف مقامو'' وكفى.