كشف مدير الديوان الوطني لمكافحة المخدرات السيد عبد المالك السايح من خلال هذا الحوار عن أهم المشاريع المنجزة في مجال مكافحة المخدرات، كما قدم إحصائيات حول عدد المدمنين في الجزائر الذين وفّر لهم الديوان 15 مركزا للعلاج و158 خلية استماع و53 مركزا استشفائيا. بعد مرور 10 سنوات من تأسيس الديوان، ما هي أهم المشاريع التي سطرها لمكافحة المخدرات؟ قمنا بإنشاء مخطط وطني وقائي في 23 جوان 2003 ،هدفه صياغة قانون جديد لمكافحة المخدرات، تبنته الحكومة سنة 2004 ،ونحن نعمل لتحقيقيه جنبا إلى جنب مع 14 وزارة بالإضافة إلى مصالح الأمن بمختلف تخصصاتها. كما نسعى لافتتاح 15 مركز لعلاج وإيواء المدمنين، بعدما كان عددها لا يتجاوز خمسة مراكز على المستوى الوطني ،وسنوفر 185 خلية استماع و53 مركز استشفائي يتكفل بالعلاج اليومي للمدمنين على المخدرات. كيف تقيمون واقع انتشار تعاطي المخدرات في المجتمع في ظل تضارب الأرقام والإحصائيات؟ الكل يعلم أن رواج وتعاطي المخدرات في الجزائر أخذ أبعادا خطيرة، خاصة وأنه يمس فئة الشباب التي تمثل نسبة 75 بالمائة من المجتمع، ولهذا سنقوم بإعداد تحقيق دقيق نحارب من خلاله المروجين للمخدرات، كما سنعتمد على تقديم أرقام وإحصائيات تمكننا من معرفة الحجم الحقيقي لانتشار هذه الآفة. هل بإمكانكم أن تكشفوا لنا أرقام وإحصائيات تبين مدى تعاطي ورواج المخدرات في الجزائر؟ في الحقيقة كل الأرقام المتوفرة حاليا بعيدة عن الواقع، و يستحيل تقديم رقم محدد ودقيق لكل للمدمنين على المخدرات في الجزائر، والإحصائيات المتوفرة حاليا تؤكد معالجة 20 ألف مدمن خلال السنوات العشر الأخيرة من طرف وزارة الصحة، أما في العام الماضي فقد تم علاج 1200 مدمن في مستشفى البليدة و800 مدمن في مستشفى وهران كما تم عرض 25 ألف متورط في تعاطي ومتاجرة المخدرات على المحاكم خلال السنوات الأربع الأخيرة . المخدرات بدأت تعرف انتشارا مخيفا في الوسط المدرسي كيف ستواجهون ذلك؟ سنقوم بإعداد مسح شامل لمدى انتشار المخدرات داخل المدارس، بهدف رصد أرقام وإحصائيات تمكننا من معرفة الحجم الحقيقي لانتشار هذه الآفة بين المتمدرسين، كما وضعنا برنامجا مشتركا مع وزارة التعليم، يعتمد أساسا على تكثيف الحملات التحسيسية لتوعية التلاميذ بخطورة تعاطي المخدرات، كما نؤكد على دور الأولياء في مراقبة وتوعية أبنائهم . بعدما كانت الجزائر بلد عبور للمخدرات أصبحت اليوم بلدا مستهلكا ومنتجا لهذه المادة السامة كيف تفسرون ذالك؟ كل الكميات المحجوزة والمتداولة من المخدرات كان مصدرها الحدود الغربية للبلاد، كما توجد العديد من المناطق في الجزائر أصبحت تزرع هذه السموم على غرار ولاية أدرار.. هذه المعطيات تؤكد أن الجزائر أصبحت بلدا مستهلكا ومنتجا للمخدرات، ومما زاد من انتشار هذه الظاهرة هو الأعداد الكبيرة للشباب البطال والفقير الذي اتّخذ من تعاطي المخدرات مسلكا للهروب من مشاكله ومعاناته ،لذلك يجب على الدولة أن تولي اهتماما خاصا بفئة الشباب التي تمثل 75 بالمائة من نسبة السكان في الجزائر . ما هي العلاقة التي تربطكم بمختلف الجهات الناشطة في ذات المجال؟ نحن نعمل بالشراكة مع 15 وزارة على غرار وزارات العدل و الصحة و الشباب والرياضة و العمل والضمان الاجتماعي ... بالإضافة إلى الأمن الوطني والدرك الوطني والجمارك، و100 جمعية مهتمة بمكافحة المخدرات، ومن بين مهامنا إعطاء صورة حقيقية لواقع المخدرات للحكومة التي تبذل أموالا طائلة للحد من هذه الآفة. كيف تقيّمون دور الإعلام بمختلف تخصصاته في مكافحة المخدرات؟ نحن نشكر جميع وسائل الإعلام ،خاصة الصحافة المكتوبة التي قامت بعمل جبار في سبيل تحسيس المواطن بخطورة تعاطي المخدرات، وقمنا بدراسة صنّفنا من خلالها أحسن الصحف الوطنية المهتمة بمعالجة مختلف الآفات الاجتماعية، وتعتبر جريدة الشروق اليومي من بين أحسن خمسة جرائد وطنية الرائد في هذا المجال ، كما سنشرع بداية من العام المقبل باستحداث جوائز معتبرة لأفضل الأعمال الصحفية حول خطورة المخدرات. هل من جديد في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات المصادف ل 26 جوان من كل عام؟ سننظم ندوة وطنية حول"دور المجتمع المدني في الوقاية من المخدرات " يومي 26 و27 جوان بفندق الأوراسي ، وسيشار في أشغال هذه الندوة ممثلو الجمعيات المدنية التي تنشط في هذا المجال في 48 ولاية، بالإضافة إلى ممثلي القطاعات الوزارية والمؤسسات والهيآت المعنية بالموضوع ،كما سنعلن عن موقعنا الجديد www.onlcdt.mjustice.dz وهو كالتالي : ماهو الهدف من هذه الندوة الوطنية? الهدف من هذه الندوة يتمثل فيما يلي : - إعلام الجهات المشاركة بالوضع الراهن لظاهرة المخدرات في الجزائر وما يترتب عنها من مخاطر. - توجيه الجمعيات المشاركة وجعلها تنشط على أساس برامج عمل منسجمة وتتحرك في إطار شبكة وطنية مهيكلة تدرج نشاطها ضمن السياسة الوطنية للوقاية من المخدرات. -إطلاع المشاركين على تجربة دول أخرى في مجال الوقاية من المخدرات. - دعم وتشجيع الجمعيات التي تؤكد تواجدها الفعلي في الميدان وتثبت كفاءتها وفعاليتها في مجال الإعلام والتحسيس وتجنيد المجتمع ضد مخاطر المخدرات . بلقاسم حوام / نبيلة طراد