قيل إن مدرسة الشباب قد عادت لتؤطر نجوم الجزائر في الفن والموسيقى للأعوام القادمة، في طبعة جديدة ''ڤريفة'' مثلما يقال، فيها ما فيها من ال''نيولوك''، حتى في طريقة ضبط الأضواء الكاشفة، والأستوديو وطرح الأصوات والألحان، في وقت صرنا نتذوق فيه يوميا من جرعات الفن الحابط ما يميتنا، في ظل غياب الفن الراقي القادر على اختراق الصمت الذي يسكننا بتفوق.. الحقيقة أن الخلل لا يقع في من يصنع الموسيقى بقدر ما يقع في من يستمع إليها، أذواقنا نحن، هي التي لم تعد قادرة على الاستمتاع والاستماع سوى لأشباه الفنانين، يسمون أنفسهم ''آرتيست'' لكنهم في الأصل ''عارتيست'' ..، فبالكاد صرنا نلقى في زمرة آخر الأغاني المطروحة في سوق ''العفن'' شيئا لائقا. وإعادة إحياء مدرسة ''ألحان وشباب''، يفترض أن يكون حلا جذريا لهذه المشكلة، في ظل تواصل بروز أسماء غامضة مخيفة حتى في طريقة اختيار طلتها وأسمائها علينا فما بالك بالجلوس إليها ومحاورتها، فلن تسمع هذه الأيام سوى عن شاب ''ميمو''، ''كلوشار''، '' سفينجة'' وشابة ''جاجة''، آخر ما وصلني..، كلهم أتقنوا تبريحات ''الراي'' جملة وتفصيلة، وتفننوا في إسماعنا أغاني بمستوى '' قلبي بانكا وأنتي فيه كونت''، و''خلي وخلي وخلي ..، فيا ''سعدك يا لطرش''، وغير بعيد عن الراي قلبت علينا موجة الهيب هوب والراب هي الأخرى آلاما أخرى.. فعندما تصدر ألبومات لشباب جزائري، يغني بنفس الطريقة الشرسة العنيفة، تقليدا للفنان الأمريكي ''تو باك'' ذاك القاتل المقتول، الذي كان يحمل معه حتى في حفلاته مسدسا من نوع ''كانز كو''، كل ما هب ودب، وبنفس الطريقة التهجمية للشباب السود الذين يبحثون عن إثبات ذاتهم في ظل التمييز العنصري الذي لا يزال يطالهم حتى اليوم في أمريكا، نشعر بحجم الكارثة عندنا، فلا أعتقد أن شبابنا اليوم يشكو من تمييز عنصري، ولا هو مجبر على حمل مسدس تحته لحماية نفسه 24 على 24 ساعة في اليوم. المدرسة عوضا عن إهدائنا مشاريع شابة لفنانين ناضجين، لم تستثمر إلى حد اليوم، وبعد مرور 3 طبعات منذ بروزها، في أي واحد ممن كونتهم، فأين هي مشاريع نجوم الجزائر في المستقبل، ثم لماذا تهدر إذن الملايير لأجل مجرد سويعات من ''الشطيح والرديح'' ؟؟..، لن يستفيد من بعدها الجزائريون من شيء، فحتى المتعة الفنية والبصرية المتوقع ربحها، من هكذا فضاءات ترفيهية مسابقاتية، يصعب تذوق ''بنتها'' في ''برايمات'' المدرسة التي تبث على قنوات التلفزيون الجزائري، إذا كان أساتذة المدرسة نفسهم، لا يحسنون اختيار الأصوات الجيدة من الرديئة.. ما يحدث اليوم، ليس بحاجة ماسة لقوات مكافحة ''الفن الهابط'' فحسب، بل لأرمادة من قوات الحلف الأطلسي ممزوجة بقليل من رجال الاستخبارات الفيدرالية، لإيقاف زحف من يسمون أنفسهم بكل امتياز ''عارتيست''، فعاش الفن و ''الله يكثر الطنوهة باش يعيشوا الفايقين''.