أكد الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير أن الشريكين في الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان قطعا أشواطا بعيدة للتنسيق وإحكام العلاقات بين الشمال والجنوب حال الانفصال أو الوحدة في الاستفتاء القادم مستبعدا تماما العودة للحرب مرة أخرى. وقال البشير لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الفيدرالية الخامس الذي تستضيفه العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، إن السودان ما زال متماسكا ويسعى لتحقيق الوحدة بين الشمال والجنوب، مضيفا ''نعمل في نفس الوقت على تنفيذ إتفاقية السلام الشامل بما فيها قيام الاستفتاء وتقرير مصير جنوب السودان والاعتراف بنتائجه أيا كانت في حالة استفتاء حر ونزيه وملزما للقوانين والدستور. وفي وقت سابق أكدت الأممالمتحدة ان جيش شمال السودان قام بقصف الجنوب الشهر الحالي، وذلك في اول تأكيد مستقل للهجمات التي أثارت التوتر قبل الاستفتاء على انفصال الجنوب. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة قويدر زروق: ''بعد ان تحقق أعضاء اللجنة المشتركة لوقف إطلاق النار تأكدوا من وقوع هجمات جوية في محيط مساحة في بحر الغزال غرب ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية''. وقالت بعثة الأممالمتحدة إنه يجب استخدام اللجنة المشتركة لوقف إطلاق النار في التحقيق في مثل هذه الادعاءات. واتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان الشمال بتنفيذ سلسة من الغارات الجوية على الجنوب في نوفمبر، وديسمبر بهدف تعطيل الاستفتاء. وقالت الحركة الشعبية إنها لن ترد عسكريا على ما وصفته باستفزازات الشمال حتى يجرى الاستفتاء في موعده. كما اتهمت الحركة الشعبية حزب المؤتمر الوطني بالتخطيط للإقامة دعوى أمام المحكمة الدستورية تطالب بوقف اجراءات الاستفتاء بسبب انتهاكات واسعة النطاق في تسجيل الناخبين. فيما نفى جيش الشمال قيامه بأي قصف جوي، ويتهم جيش الشمال الجنوب بدعم متمردين من إقليم دارفور في غرب السودان يقاتلون الخرطوم وجيش الشمال هو وحده الذي يملك قوة جوية، وتتألف اللجنة المشتركة لوقف إطلاق النار من ضباط من الشمال والجنوب وبعثة الأممالمتحدة. ويتوقع معظم المحللين ان يختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء الذي يجرى في التاسع من جانفي بموجب اتفاق السلام الشامل الموقع عام .2005