قال الرئيس الجديد لاتحاد الكرة الانكليزي برنشتاين إنه يفضل مديراً فنياً انكليزياً لمنتخب بلاده بدلاً من الإيطالي فابيو كابيلو. في أول حديث له بعد تعيينه رئيساً جديداً للاتحاد الانكليزي لكرة القدم، قال ديفيد برنشتاين إنه يفضل أن يحل مديراً فنياً انكليزياً محل الايطالي فابيو كابيلو في تدريب منتخب بلاده. وأضاف أيضاً أنه ينوي أن يكون صوته مسموعاً وسيشارك في كل القرارات الرئيسية التي تتعلق بمنتخب انكلترا. وتعتبر المسؤولية عن المنتخب الانكليزي هي أكثر الأدوار البارزة التي ينفذها اتحاد كرة القدم. وسيكون من المستحيل بالنسبة إلى رئيسه للقيام بعمله إذا لم يستطع أن يسيطر عليه. ولكن بما أن هيكل الاتحاد محير ومربك إلى درجة، حتى تعيين برنشتاين، فإنه لم يتضح ما إذا كان للرئيس الجديد، في الواقع، أي رأي في شؤون المنتخب الوطني. ذلك لأن السير ديفيد ريتشاردز، رئيس رابطة الدوري الممتاز، هو أيضاً يشغل منصب رئاسة أندية انكلترا وكذلك رئاسة لجنة اتحاد كرة القدم الدولية. وبصرف النظر عن إعلانه في الأسابيع القليلة الماضية عن استعداده للوقوف جانباً لإزالة هذا التناقض الواضح في المصالح، فإن ريتشاردز كان هو الشخص المسؤول. وإصرار برنشتاين على أن يكون له دوراً أساسياً في شؤون منتخب انكلترا كان شرطاً رئيسياً للموافقة على توليه هذا المنصب. وبعدما تم حل هذه المعضلة، فإن اعتقاده بأنه من المنطقي أن يحل مديراً فنياً انكليزياً محل فابيو كابيلو يعتبر أمرا مهماً أيضاً. ويستمر عقد الايطالي حتى بعد نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2012 وإيجاد خليفة له، سواء أكان انكليزياً أو خلاف ذلك، فإنها بالكاد تكون المهمة الأكثر إلحاحاً التي يواجهها برنشتاين، حيث أنه من المقرر أن تبدأ لجنة برلمانية تحقيقاتها في وقت مبكر من العام المقبل لوضع لوائح جديدة لسلطات كرة القدم، في حين أن الحكومة البريطانية بدأت الضغط بهدوء على اتحاد الكرة لتحديثه. وجاء تعيين برنشتاين، الذي أكد أنه ليس من النوع الذي ينفجر بسرعة وأنه سيستخدم الديبلوماسية في محاولة لحل أي خلافات في الاتحاد، بمثابة مفاجأة، لأنه للمرة الأولى لم يتسرب قرار مهم لاتحاد كرة القدم. وعرف مجلس إدارة الاتحاد عنه عندما اقترحت لجنة الترشيحات اسمه، التي تتكون من أربعة أشخاص برئاسة رئيس نادي بولتون فيل غارتسايد، في الساعة العاشرة من صباح الأربعاء. ولكن حالما وضع اسمه أمام مجلس الإدارة فإن أمر الموافقة على تعيينه بالإجماع لم يستغرق أكثر من 15 دقيقة، ما أدى إلى إعلانه في مؤتمر صحافي في الساعة 10.38 بتوقيت غرينتش صباح اليوم نفسه. وفي حين أن قرار تعيين برنشتاين قد جاء مفاجأة للكثير من المعنيين ? بما فيهم وسائل الإعلام ? إلا أن إعطاء هذه المهمة للشخص البالغ ال67 عاماً، سوف ينظر إليها على أنها خطوة ذكية من قبل الاتحاد الإنكليزي. فللمحاسب القانوني برنشتاين سجل عمل ممتاز، حيث خدم في مجالس إدارة عدد من الشركات المرموقة في قطاع الملابس والترفيه بما فيها ''تيد بيكر'' و''بلاكس''، وكان أيضاً رئيساً لمجلس إدارة مانشستر ستي لمدة خمس سنوات خلال فترة تفاوض النادي للانتقال إلى ايستلاند، ولديه علاقات مع القاعدة الشعبية للعبة، كونه رئيساً للرابطة الوطنية للمشجعين المعاقين. وشغل برنشتاين منصب رئيس استاد ويمبلي في العامين الماضيين. وبما أن اتحاد الكرة مرتبط بشكل وثيق بالملعب الذي تقدر كلفته ب800 مليون جنيه استرليني، فإنه من المنطق جمع برنشتاين هاتين الوظيفتين. وبما أنه لم يشارك في إدارة مانشستر سيتي لمدة ست سنوات، فإن برنشتاين يعتبر مستقلاً من الناحية التقنية، الذي سيكون موضع ترحيب من قبل الحكومة التي كانت قلقة من أن يقوم اتحاد كرة القدم باختيار شخصاً من بين أعضائه، كما يأتي أيضاً في إطار الضغط من أجل الإصلاح في الاتحاد. أما رابطة الدوري الممتاز، التي حاولت الابتعاد عن البحث عن خليفة اللورد تريسمان الذي استقال في ماي الماضي بعد ضغوط مكثفة على خلفية اتهامه الفيفا ببيع تنظيم نهائيات كأس العالم لعام 2018 لروسيا، فقد قالت، وبصورة شخصية، أشياء ايجابية عن برنشتاين. كانت جهود تريسمان في تغيير اتحاد الكرة قد قوضت عندما انتقد مستويات الديون في الدوري الممتاز. ولكن سجل برنشتاين ونمطه التعاوني يعني أنه سيبدأ مهمات عمله في شباط المقبل مع الكثير من حسن النية التي تدعمه. وبعد عام رهيب لاتحاد كرة القدم، فإن اللعبة الانكليزية تأمل بوصول برنشتاين حافزاً لأن يكون عام 2011 أكثر إشراقاً.