ازدادت المخاطر الأمنية في منطقة الساحل على خلفية الاختطافات التي تقوم بها الجماعات الإٍرهابية من حين لآخر، وكان آخرها احتجاز 5 فرنسيين عند جماعة أبي زيد أمير الصحراء في المنطقة. وقد سعت الجزائر إلى احتواء ومحاولة نشر الأمن في المنطقة من خلال استضافتها لعدة اجتماعات كان أولها الذي استضافته في مارس الماضي، حيث اجتمع وزراء خارجية سبع دول هي: الجزائر وليبيا وموريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو، للنظر في كيفية مواجهة التهديدات الإرهابية، انتهى بالتوقيع على اتفاق يدعو إلى التعاون على المستويين الثنائي والإقليمي من أجل مكافحة شاملة وفعالة للإرهاب ورفض دفع الفدية في حالات الاختطاف التي انتشرت في منطقة الساحل. ثم استضافت في أفريل الماضي اجتماعاً لرؤساء أركان جيوش هذه الدول انتهى بالاتفاق على إعداد إستراتيجية مشتركة لمكافحة الإرهاب وإنشاء لجنة أركان عملياتية مشتركة. واعتبر ولد قابلية أن الاتفاق ''يكرس عزم حكومات هذه الدول على إيجاد الوسائل المواتية لتأمين المنطقة دون أي تدخل أجنبي''. وعقد اجتماع ثالث في أكتوبر في مدينة تمنراست في أقصى جنوب البلاد على الحدود مع الدول الإفريقية، ضم رؤساء أركان جيوش الدول نفسها، كتذكير من الجزائر لدول الساحل بضرورة احترام التزاماتها الأمنية. وقد حرص المجتمعون في الجزائر على بحث سبل التنسيق لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بالمنطقة، والوصول إلى الرقي بالعمل المشترك بينهم، خاصة ما تعلق منه بتبادل المعلومات حول نشاط التنظيمات الإرهابية وشبكات التهريب والمخدرات بشريط الساحل الصحراوي. يشار إلى أن الجزائر أحصت وجود 108 إرهابي يهددون الأمن في الصحراء والساحل الإفريقي، ينتسبون إلى ما يسمى بإمارة الصحراء بينهم 21 جزائرياً و34 موريتانياً ومن جنسيات تونسية ومغربية وليبية ونيجيرية وتشادية ومالية. ورفضت الجزائر على لسان الوزير الأول أحمد أويحيى التدخل الأجنبي في المنطقة، وحذر أويحيى من عواقب هذا الأمر قائلا ''إذا حصل هذا الأمر فإن الجماعات الإرهابية لن تصبح في نظر شعوب المنطقة جماعات إجرامية ولكنها ستتحول إلى مقاومة تدافع عن شرف اغتصاب أرضها ويصبح عناصرها مجاهدون''. وقال وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية إن الظاهرة الأمنية في منطقة الساحل ''لم تعد ظاهرة معزولة عن غيرها أو استثنائية ولكن إستراتيجية مخططا لها بحكمة، وكان يجب التعامل معها تعاملا شاملا ومن مختلف المحاور''. واعتبر أن منطقة الساحل الإفريقي''أضحت عرضة لتنافس قوى دولية تقليدية تسعى للاستحواذ على ثروات المنطقة لأغراض سياسية وجيو استراتيجي''، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا. في خضم كل هذا اختطفت قاعدة المغرب حسب آخر الإحصائيات 20 رهينة أجنبية في الساحل منذ سنتين، ولا يزال 7 مختطفين في قبضتها 5 فرنسيين وطوغولي وملغاشي منذ أكثر من 100 يوم على عملية الاختطاف.