اعتقلت الشرطة البريطانية الخميس الماضي بمطار هيثرو جزائريا رحل من بريطانيا خمس مرات، لامتهانه انتشال حقائب المسافرين. وأفادت الصحافة البريطانية الصادرة أول أمس السبت أن الجزائري حكيم بن مخلوف ذا 29 عاما من العمر الذي تخصص في سرقة حقائب المسافرين الغالية على اختلاف أنواعها وأحجامها من المسافرين عبر مطار هيثرو، أن هذا الجزائري الذي حقق قدرا من الشهرة بمهاراته وأيضا إصراره على مزاولة السرقة في بريطانيا، اعتقل مجددا يوم الخميس الماضي بالمطار ذاته وهو يحمّل سيارة بعدد من الحقائب الفاخرة تقدر قيمتها وحدها بآلاف الدولارات. وكان وقت إلقاء القبض عليه بمعيّة اثنين من معاونيه أحدهما في الحادية والأربعين والآخر في التاسعة والعشرين من العمر. وكانت السلطات البريطانية قد أعادت حكيم إلى الجزائر للمرة الأولى العام 2007 بعد إطلاق سراحه مبكرا من عقوبة بالسجن ثلاثة أعوام مُدانا بسلسلة من جرائم السرقة، ومنحته مبلغ 3 آلاف جنيه قبل صعوده إلى الطائرة التي أقلته إلى بلاده، بعدما انتزعت منه وعدا بألا يحاول العودة إلى بريطانيا، إلا أن المعني الذي هو أب لطفلين، عاد إلى لندن لمواصلة نشاطه القديم بعد انقضاء أقل من 24 ساعة على مغادرته لها. وقبض عليه في 2008 متلبسا بالسرقة، فحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات أخرى. لكن سراحه أطلق أواخر2009 وأعيد إلى الجزائر على حساب الحكومة البريطانية. وكعادته، عاد بن مخلوف في جانفي 2010 وقبض عليه وأرجع إلى بلاده للمرة الثالثة. واستمعت المحكمة في هذه المرة إلى الادعاء يقول إن بن مخلوف عاد مجددا إلى لندن في مارس .2010 وعندما تعرف إليه شرطي وحاول اعتقاله في مطار هيثرو، اعتدى عليه في محاولته الهرب. وقال الادعاء إن بن مخلوف أبدى مهارة في سرقة حقائب اليد لم تشهد الشرطة البريطانية مثيلا لها. واعترف المتهم بالاعتداء وبأنه أخل بشروط التزامه بالسلوك المستقيم وأيضا بشروط طرده من البلاد. وحكم القاضي بإرجاعه إلى الجزائر بعد عقوبة بالسجن ستة أشهر فقط تلك المرة. وخاطبه قائلا ''بما أنك موجود في بريطانيا بشكل غير شرعي، فلا فائدة وراء سجنك فيها فترة أطول من هذه''. واعتبر البعض أن عودة بن مخلوف الذي يستخدم أكثر من عشرة أسماء مستعارة، وإلقاء القبض عليه للمرة الخامسة يلقي بوزارة الداخلية البريطانية في وضع حرج للغاية بسبب فشلها المتكرر في منع دخوله البلاد. وحسب وسائل الإعلام فستشكل الآن لجنة خاصة للنظر في نواقص وكالة الحدود التي تسمح بعودة هذا الرجل مرارا وتكرارا بفضل جوازات سفره العديدة المزيفة. ومن المؤكد أن بن مخلوف سيرحل للمرة السادسة إلى الجزائر، بالنظر إلى القانون المتخذ من قبل الحكومة البريطانية القاضي بترحيل المساجين غير البريطانيين إلى بلادهم لتقليل النفقات التي تصرف عليهم، لكن السؤال الذي يطرح، هل سيقوم هذا الجزائري بالعودة من جديد إلى لندن أم سيمتنع عن ذلك هذه المرة؟.