تمكنت العديد من مكاتب الدراسات والشركات الفرنسية مؤخرا من الاستحواذ على صفقات هامة في قطاع الموارد المائية ضمن البرنامج الخماسي الجديد، حيث تم رصد أكثر من 2000 مليار دينار قصد إنجاز 35 سدا و25 عملية تحويل للمياه و34 محطة للتصفية وأزيد من 3000 عملية تزويد بالماء الشروب وتطهير وحماية بعض المدن من الفيضانات، ويضاف إلى هذا مبلغ 60 مليار دينار ستتم تعبئته في السوق المالية من أجل استكمال أو إنجاز 8 محطات جديدة لتحلية مياه البحر. وفي هذا الصدد، منحت الوكالة الوطنية للسدود وتحويلات الموارد المائية بصفة مؤقتة لمكتب الدراسات الفرنسي ''برلي'' صفقة إعداد المخططات التنفيذية ومتابعة أشغال إنجاز وتحويل محطة الضخ لعين كريشة باتجاه سد أوراكيس بولاية أم البواقي بقيمة تقارب 430 مليار دينار. وسيقوم المكتب في ظرف 40 شهرا القادمة ببناء محطة الضخ المستقبلية للمياه القادمة من سد ''وادي العثمانية'' بولاية ميلة باتجاه ''عين كرشة'' ومنها مباشرة إلى سد ''وركيس'' بأم البواقي الذي تقدمت أشغال إنجازه بنسبة 80 بالمائة، إلا أنه لن يسلم إلا مع نهاية سنة 2011 بالنظر للتأخر في الأشغال المسجلة جراء الإضرابات العمالية. مما سيمنع توفير مياه الشرب لخمس مدن كبرى بالولاية وهي: عين البيضاء، عين فكرون، عين كرشة أم البواقي وعين مليلة، وتعليق عملية سقي 7 آلاف هكتار ضمن محيط الشمرة بولاية باتنة منه 3 آلاف هكتار في بلدية بوغرارة السعودي بولاية أم البواقي. وحسب إعلان بالمنح المؤقت للصفقة فإن مكتب ''برلي'' فرنسا تحصل على 98 نقطة من 100 بعد إجراء التقييم التقني والمالي المنصوص عليه في دفتر الشروط الخاصة بالمناقصة التي تمت وفق قانون الصفقات العمومية المعدل والمتمم مؤخرا، وذلك بنحو 18 نقطة من 20 لخبرة المستشار و20 نقطة من بين 20 بالنسبة للوضعية المالية. ولدى المتعهدين الآخرين الذين باستطاعتهم معارضة على هذا الخيار أجل 10 أيام ابتداء من يوم 15 جانفي لتقديم طعونهم لدى اللجنة الوطنية للصفقات فرع الدراسات بوزارة الموارد المائية حسب نفس الإعلان. وللإشارة، فقد سبق لنفس المكتب أن نال شهر فيفري 2010 صفقة إجراء دراسة تفضيلية لبناء سد مجل بالمسيلة تتراوح قدراته الاستيعابية حوالي 38 مليون متر مكعب، والتي ينتظر أن تستكمل شهر مارس القادم خاصة فيما يتعلق بالأثر على البيئة ودراسة جدوى المنشأة وسبل الحد من تآكل التربة وترسب الطمي في السد. ويبدو أن المنافسة اشتدت أكثر بين الشركات الأجنبية لاسيما الفرنسية ونظيرتها الايطالية الرائدة في إنجاز السدود وتحويلات المياه نحو مختلف المدن، وهذا في أعقاب زيارة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جون بيار رافارين الى الجزائر في 24 نوفمبر ,2010 أكد فيها أن ''هناك شراكات قوية لكننا نريد المشاركة بشكل أقوى من خلال تطوير المشاريع المولدة للشغل والقيمة المضافة والتي تمنح أملا للشباب ولكل من يريد المشاركة في بناء مستقبل البلاد''، وقد تم تحديد نحو 12 مشروع شراكة صناعية قيد المناقشة والتفاوض حاليا بين البلدين.