يولي برنامج الاستثمارات العمومية للفترة الممتدة ما بين 2010-2014 الذي بادر به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مكانة متزايدة الأهمية في التنمية البشرية التي يعتبرها الخبراء ركيزة أساسية لمواصلة مسار إعادة الإعمار الوطني. ويخصص برنامج الاستثمارات العمومية 2010-2014 الذي زود بغلاف مالي يقدر ب286 مليار دولار (ما يعادل 21.214 مليار دينار) والذي صادق مجلس الوزراء عليه يوم الإثنين الماضي ميزانية معتبرة تقدر ب6ر9.386 مليار دج لهذا المحور الهام الذي يدرج تحسين التعليم في مختلف أطواره (الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي والتكوين المهني) والتكفل الطبي النوعي وتحسين ظروف السكن والتزويد بالمياه والموارد الطاقوية. كما تضاف قطاعات الشبيبة والرياضة والثقافة والاتصال والشؤون الدينية والتضامن الوطني والمجاهدين إلى هذه الديناميكية الجديدة التي تأتي امتدادا للانتعاش الاقتصادي والاجتماعي المباشر فيه منذ عقد. وأشار الملاحظون إلى أن الميزانية الثقيلة التي خصصت لهذه المشاريع المتعددة في مجملها تستلزم ''من الجميع الصرامة والمتابعة والمراقبة لضمان نجاح تام لهذا المشروع الكبير الذي يأتي لصالح الجزائريين والجزائريات''. وأكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال تدخله في مجلس الوزراء يقول ''إننا سنرافق هذا الإنفاق العمومي الهام لصالح التنمية بما يلزم من الصرامة لكي نقضي على أي إفراط وأكثر من ذلك على أي تبذير في تسيير الدولة والجماعات المحلية''. وأشار يقول ''موازاة مع ذلك سيتعين على آليات الرقابة أن تؤدي دورها كاملا كما سبق لي وأن أمرت به في تعليمتي الأخيرة''. كما أمر رئيس الجمهورية أن ''يسهر كل قطاع على الإعداد الجيد للمشاريع من أجل تجنب إعادة تقويم التكاليف''، مؤكدا أن ''كل قطاع سيعرض على رأس كل سنة مدى تقدمه في تنفيذ برنامجه''. وإذا توجب على الحكومة تجسيد هذا البرنامج دعا رئيس الدولة ''كافة المواطنين لكي يتجندوا ويجعلوا منه أداة قوية للنمو ولإنشاء مناصب الشغل وتحديث البلاد''. ويتضمن البرنامج الخماسي هذا المشاريع المبرمجة للإنجاز وفقا للمؤشرات الرقمية المتضمنة في البيان الأخير لمجلس الوزراء. ويتضمن البرنامج إنجاز أزيد من 3000 مدرسة ابتدائية وأكثر من 1000 إكمالية وحوالي 850 ثانوية وكذا أزيد من 2000 وحدة بين داخليات ومطاعم ونصف داخليات والتي أوكلت مهمة إنجازها لوزارة التربية الوطنية التي تستفيد من ميزانية تقدر ب852 مليار دينار. كما تم تخصيص غلاف مالي قدره 868 مليار دينار للتعليم العالي لاسيما من أجل توفير 600.000 مقعد بيداغوجي و400.000 سرير و44 مطعما جامعيا وغلاف مالي بحوالي 178 مليار دينار للتكوين والتعليم المهنيين موجهة خصوصا لإنجاز 220 معهد و82 مركزا للتكوين و58 داخلية. وفي قطاع الصحة فقد تم رصد مبلغ 619 مليار دج موجه لإنجاز 172 مستشفى و45 مركبا صحيا متخصصا و377 عيادة متعددة الاختصاصات و1000 قاعة للعلاج و17 مدرسة للتكوين شبه الطبي. وبالنسبة لقطاع السكن فقد تم تخصيص أزيد من 3700 مليار دينار من أجل إعادة تأهيل النسيج الحضري وإنجاز مليوني (02) مسكن (منها 500.000 إيجاري و500.000 ترقوي و300.000 لامتصاص السكن الهش و700.000 سكن ريفي. وبخصوص قطاع المياه فقد تم تخصيص أكثر من 2000 مليار دينار قصد إنجاز 35 سدا و25 عملية تحويل للمياه و34 محطة للتصفية وأزيد من 3000 عملية تزويد بالماء الشروب وتطهير وحماية بعض المدن من الفيضانات. ويضاف إلى هذا مبلغ 60 مليار دينار ستتم تعبئته في السوق المالية من أجل استكمال أو إنجاز 8 محطات جديدة لتحلية مياه البحر. وفي مجال الطاقة فقد تم رصد أزيد من 350 مليار دينار لهذا القطاع لاسيما من أجل ربط حوالي مليون (01) بيت بشبكة الغاز الطبيعي و220.000 بيت ريفي بشبكة الكهرباء. كما استفاد قطاع الشباب والرياضة من خلال هذا البرنامج من أزيد من 1130 مليار دينار من أجل إنجاز 80 ملعبا لكرة القدم و750 مركب للرياضة الجوارية و160 قاعة متعددة الرياضات وأكثر من 400 مسبح وأزيد من 3500 فضاء للألعاب و230 بيت ودور للشباب وكذا أكثر من 150 مركز للتسلية العلمية للشباب. كما استفاد قطاع الثقافة من أزيد من 140 مليار دج قصد إنجاز 40 دارا ومركبا ثقافيا و340 مكتبة و44 مسرحا و12 معهدا موسيقيا ومدارس للفنون الجميلة وكذا 156 مركز للتسلية العلمية. أما قطاع الاتصال فقد رصد له مبلغ يفوق 106 ملايير دينار من أجل تحسين التجهيزات الإذاعية والتلفزيونية وتجويد شبكات بثها. وتم رصد أيضا أزيد من 120 مليار دج لقطاع الشؤون الدينية من أجل إنجاز مسجد الجزائر الأعظم و80 مسجدا آخر ومراكز ثقافية اسلامية و17 مدرسة قرآنية وكذا ترميم 17 مسجدا تاريخيا. كما رصد البرنامج لقطاع التضامن الوطني غلافا ماليا بأزيد من 40 مليار دينار سيسمح خصوصا بإنجاز أكثر من 70 مؤسسة متخصصة في فائدة المعوقين وحوالي 40 منشأة خاصة بالأشخاص في شدة. أما بالنسبة لقطاع المجاهدين فقد تم رصد له أزيد من 19 مليار دينار ولاسيما من أجل إنجاز 9 مراكز للراحة وقاعات للعلاج وإعادة التربية و17 متحفا ومركبا تاريخيا وكذا تأهيل 34 موقعا تاريخيا وتهيئة أكثر من 40 مقبرة للشهداء.