***يجيب السيد ماريو فاتز رئيس الفيدرالية الدولية لمكافحة مرض السكري في هذه المقابلة التي أجرتها معه ''الحوار'' في ستوكهولم عاصمة السويد، على هامش تسليم الجائزة الدولية للصحافة المتخصصة في مجال مكافحة مرض السكري، يجيب على أسئلة ''الحوار'' المتعلقة بالجديد الذي تنوي الفيدرالية الدولية لمكافحة مرض السكري القيام به في المرحلة المستقبلية، حيث يكشف في هذا الإطار عن ميزانية كبيرة ستوجه للدول الأكثر تضررا لاسيما القارة السمراء ومن جملتها توفير مادة الأنسولين، كما يؤكد الرجل على ضرورة أن تتقيد حكومات الدول بمتابعة ملق مرضى السكري، كاشفا أن عقدا سيربط هذه الأخيرة مع الهيئة الأممية، سيتم متابعته والوقوف عليه من طرف مراقبين، سيحددون بعده تقصير أي دولة من الدول في قضية التكفل بهذا المرض...هذا علاوة على مواضيع أخرى يتطرق إليها الرجل كالمشاركة الجزائرية في مؤتمر صناع القرار لدول شمال إفريقيا والشرق الأوسط الذي انعقد قبل أيام في مدينة دبي الإماراتية، هذا علاوة على أسئلة أخرى يجيب عليها محدثنا في هذه المقابلة، وفيما يلي نص الحوار. السيد ماريو فاتز رئيس الفيدرالية الدولية لمكافحة مرض السكري..ما هو تقييمكم لكل ما جرى التطرق إليه في لقاء ستوكهولم مع الصحافة الدولية المختصة في الطب قبل بدء المؤتمر العالمي لمرض السكري الذي تحتضنه العاصمة السويدية؟ هذه المرة الأولى التي شاركت فيها في هذه المناسبة التي تخص تسليم الجائزة للصحافيين الذين، وقد تحدثت إلى الصحافيين مباشرة، وأعتقد أن هذا اللقاء قد سمح بوضع الكثير من النقاط فوق الطاولة حول مرض السكري، حيث وجدت أن ثمة الكثير من القواسم المشتركة بين الثقافات المختلفة. في ذات الوقت وجدت أن ثمة اختلافات واقعة بين هذه الجهة من العالم عن الأخرى، ولكن ثمة إرادة من أجل حل أغلب هذه المشاكل وهذا هو المفيد. ما هي البرامج والمساعدات التي سيتم منحها للدول الأكثر فقرا في غضون السنوات القادمة؟ وما هي القيمة المالية التي ستقدم في هذا الإطار؟ اسمح لي أن أؤكد أن 1/ 5 أشخاص مصابين بمرض السكري هم ينحدرون من منطقة الدول الأكثر فقرا في العالم أو الدول السائرة في طريق النمو، ولهذا فقد تقرر في قمة الأممالمتحدة لمكافحة الأمراض غير المعدية بأننا وددنا أن نشارك مع رؤساء الدول كافة، من أجل السهر على تطبيق التوصيات الخاصة بتلك القمة من أجل الحد من مرض السكري في كافة البلدان والبلدان الأكثر فقرا أو السائرة في طريق النمو. أعتقد أيضا أن ثمة تحسنا اليوم في مسألة تزويد المرضى بالأدوية الخاصة بعلاج داء السكري لأن ليس كل العالم لديه الإمكانية للحصول على هذه الأدوية اللازمة وباعتقادي أن هذا هو الصراع الأول الذي نجابهه في هذه المرحلة. من جهة أخرى نحن نقوم بدراسة اقتصادية من أجل أن يكون ثمة عقد اقتصادي ومنح أرقام محددة من طرف الحكومات من أجل مكافحة هذا المرض ومساعدة الدول الفقيرة لمجابهته، ونحن نرى ما يحصده السكري في العالم، رغم أننا لا نملك الأرقام المحددة لإعطائها لكم حول ما سيتم منحه في غضون السنوات القادمة. شاركت الجزائر في قمة صناع القرار بدبي الإماراتية بوفد مثله مسؤولين عن قطاع الصحة كيف تنظرون إلى ذلك الحدث؟ في الحقيقة ذلك اللقاء كان مهما للغاية لأنه ركز على دول المنطقة العربية -الشرق الأوسط خصوصا دول الخليج العربي ودول المغرب العربي التي تعاظمت فيها نسبة مرض السكري، ونحن نعتقد أن النسب عندهم مرتفعة ومخيفة حيث تصل بين 35 و40 ٪ من نسبة السكان، ودول أخرى أيضا أصبحت نسب الإصابة فيها مرتفعة، ولهذا سطرنا هذا اللقاء من أجل معرفة ما الذي يجب القيام به، وهذا اللقاء كان تجربة للحكومات وصناع القرار من أجل معرفة وجس نبضهم حول الإستراتيجية الواجب اتباعها في هذا المجال، وباعتقادي فقد كان المؤتمر جد ناجح. هل أنتم مرتاحون للعمل الذي تقوم به المنظمة العالمية للصحة فيما يخص مكافحة مرض السكري؟ المنظمة العالمية للصحة لها دور محوري، لأنها هي التي اعترفت بالأربعة أمراض غير المتنقلة مثل السكري، السرطان، ومرض القلب والربو وهي منظمة مهمة، ونحن نعمل الكثير إلى جانبها، وقد أسسنا لعمل آخر يربطنا جميعا كفيدرالية ومع شبكة المجتمع المدني، والمنظمة العالمية للصحة كما تعلمون هي منظمة متكونة من مجموعة من الدول ولهذا فهي تراعي بعض الخطوط في مقابل هذا فنحن منطقة غير حكومية ونعمل وفق هامش كبير من الحرية. لقد شاركنا في إحياء اليوم العالمي الخاص بالسكري والذي يحتفل به كل يوم 14 من شهر نوفمبر، حيث ترعى المنظمة العالمية للصحة هذا النشاط الذي يبقى يوما بارزا يسجل لصالح مريض داء السكري، حيث تم الإعلان عن تكفل الهيئة العالمية بهذا المرض رفقة الأمراض الأخرى المزمنة. سمعنا اليوم خلال محاضرتكم التي ألقيتموها أنكم لا تركزون على التنافس مع الأمراض الأخرى حول من يحصل على أكثر الأشياء من طرف هذه الجهة أو تلك هل من توضيح أكثر ضمن هذا الإطار؟ نحن نقول إننا لا نريد أخذ الأموال المخصصة للملاريا والإيدز وجلبها إلى العناية بمرض السكري لوحده، ولكن أنتم أصبتم بأن هناك بعض الروابط بين هذه الأمراض، فالإنسان الذي لديه مرض نقص أو فقدان للمناعة بالتأكيد أنه يصاب بداء السكري ويتطور المرض لديه أكثر من أي شخص آخر، وهؤلاء أيضا قد يصابون بمرض السل أكثر من غيرهم، إذا ثمة علاقة كبيرة بين الأمراض المعدية والأمراض غير المعدية وما نريده هو رفع درجة الاهتمام بالأمراض غير المعدية إلى نفس درجة الأمراض المعدية، واليوم لا يوجد توازن حيث يتم الاستثمار في جهة واحدة وهذا ما نود تصليحه اليوم نحن نريد توازنا من أجل دمج الأشياء نحن لا نريد نفس الموارد المالية. فمثلا في حالة محاولة تشخيص فيروس الإيدز يجب تشخيص نسبة السكري في الدم، وبهذا نحن نربح في التشخيص والوقاية فهو سيكلفنا أقل وللأسف فالتشخيص والاهتمام منصب على السل والإيدز ولا يتم التركيز على السكري من جانب آخر. هل تعتقدون بأن صناع القرار في الدول العظمى يسعون من أجل خفض داء السكري أم أن ذلك ما يزال مجرد خطاب أجوف؟ في الحقيقة هذا ما هو واقع فعلا في بعض الدول، وفي دول أخرى نجد مجهودات حقيقية تتوازي فيها الأقوال مع الأفعال، في دول أخرى ثمة عدم مبالاة تماما ولهذا فقد أقمنا جماعة ضاغطة من أجل أن تعترف الأممالمتحدة بمسؤولياتها في هذا الإطار، وبعد هذا أعتقد بأنه لا يمكن التملص من أي قرار تفرضه الهيئة الأممية وسيصير لزاما على كافة الدول التقيد بهذا الأمر، حيث تكون برامج فعلية على أرض الواقع وستتبعها مراقبة لهذه البرامج وأعتقد أن هذا نفس الشيء الذي حدث مع الإيدز لأن هناك ضرورة للانضباط، وإذا لم تقم الدولة بالالتزام هنا سينظر إليها بنظرة الريبة من طرف المجتمع لأنه وكما ذكرت لكم فقد صار لزاما على الحكومات التقيد بجملة من الإجراءات للحد من داء السكري وكل دولة ستطالب بالعناية بهذه البرامج التي ستكون تحت نظر المجتمع الدولي ولا أعتقد أن ثمة دولة تود أن تكون خارجة عن نطاق الإرادة الدولية.