أكدت إحصائيات الفيدرالية العالمية لداء السكري، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحصي أكثر من 26,6 مليون مصاب بداء السكري، من بينهم 03 ملايين مصاب بالجزائر، أي أن شخصا من خمسة مصاب بالمنطقة. ما جعل الفيدرالية تدق ناقوس الخطر، خاصة وأن 200 ألف مريض يموتون بسبب مضاعفاته بدول المنطقة، رغم ما يصرف من أموال بلغت 5,5 مليار دولار، أو ما يشكل 14 بالمائة من نفقات الصحة الإجمالية، لتدعو الفيدرالية دول المنطقة إلى وضع استراتيجية فعالة للوقاية والحد من انتشاره. ناقش المشاركون ضمن منتدى قادة السكري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المنعقد منذ أيام بدبي، إشكالية الانتشار الواسع لداء السكري بالمنطقة، أو ما أطلقوا عليه الوباء الخفي، مطالبين باعتماد سياسة صارمة للحد من انتشاره. وفي الجزائر، أكدت الإحصائيات أن 50 بالمائة من المصابين لم يتم بعد تشخيص حالاتهم. وعن الحد من انتشاره، أكد لنا البروفيسور بروري منصور، رئيس مصلحة الأمراض الداخلية للمؤسسة الاستشفائية بئر طرارية، أن الحل يكمن في اعتماد مخطط وطني لمكافحة الداء، وهو المشروع الذي بادروا به عام 2003 ولم يتم تطبيقه على أرضية الواقع، مؤكدا على ضرورة متابعة حملات الوقاية عند الأشخاص المهيئين للإصابة بالسكري، وإعادة بعث الحملة الوطنية لتشخيصه لدى مختلف فئات المجتمع، والتي بدأت في 2006 وشملت قبل توقفها 450 ألف شخص على مستوى الوطن، ليؤكد على التكوين الطبي في مجال التكفل بالسكري لمختلف فئات السلك الطبي. وتجدر الإشارة أن 40 بالمائة من سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عرضة له، خاصة وأن نسبة معتبرة منهم يجهلون أسبابه، حيث يعتقد 31 بالمائة من الجزائريين أنه مرض معد. كما تشكل السمنة أحد أسبابه الرئيسية، حيث باتت منتشرة بكثرة خاصة عند نساء المنطقة، وهو ربما سر إصابة 13 مليون امرأة به في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي تحصي وفاة 200 ألف مريض سنويا بسبب مضاعفات الداء، الذي ينتظر أن يبلغ عدد مرضاه عبر دول المنطقة أكثر من 51 مليون شخص في غضون عام ,2030 علما أن الفئة الأكثر عرضة ممثلة فيمن تتراوح أعمارهم بين 45 و59 سنة.