يطالب رئيس جمعية مكافحة مرض السكري بولاية العاصمة السيد فيصل أوحادة في هذه المقابلة التي أجرتها معه '' الحوار''، السلطات العمومية بإيجاد حل فوري وعاجل لمشكلة المرضى غير المؤمنين، كما أنه يدعو وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالتعاون مع وزارتي التربية الوطنية ووزارة التضامن الى إيفاد طبيب وممرض إلى كل مؤسسة تربوبة من أجل نشر التوعية الخاصة بداء السكري، ''وهو الأمر الذي سيوفر علينا الكثير'' - كما قال - إضافة إلى هذا فإنه يدعو إلى توفير الإمكانيات من أجل القيام بزرع عضو البنكرياس الاصطناعي الذي أثنى على مزاياه، وقال إنه يمكننا من الاستغناء عن التدواي بالأنسولين في ظل وجود حوالي 5000 طفل مصاب بالمرض على المستوى الوطني، بالإضافة إلى مواضيع أخرى تطرق إليها في هذا الحديث. '' الحوار'': دق العديد من الخبراء في مجال الطب ناقوس الخطر جراء ارتفاع الإصابات بداء السكري، كيف يمكن لكم أن تشخصوا لنا واقع هذا المرض في الجزائر حاليا؟ السيد فيصل أوحادة: في الحقيقة وضعية داء السكري في الجزائر لاتبعث على الارتياح فرغم التعتيم الحاصل لدى الكثير من الفئات، إلا أن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن 10 بالمائة من الجزائريين والجزائريات مصابون بالداء، والاخطر ان 40 بالمائة منهم يصنفون ضمن خانة غير المؤمنين عند مصالح الضمان الاجتماعي، وهو مايؤرقنا ويؤرق المواطنين، في الوقت الذي تؤدي الاصابة بهذا المرض الى فقدان البصر وامراض القصور الكلوي والقلب وحتى إلى بتر الارجل، اضافة الى هذا فإن انشغالنا الكبير اليوم يتمثل في تخلي اغلب المصالح الاجتماعية في داخل ال57 بلدية بالعاصمة - بحكم اني مسؤول عن المرضى في هذه الولاية-، عن لعب دورهم المنوط بهم، لاسيما مع القرار المعلن من طرف الدولة وعبر وزارة التضامن للتكفل بمرضى السكري ومن ضمنهم الاطفال، وأعيد التأكيد ان الخلل يكمن في عدم لعب المصالح الاجتماعية داخل البلديات لدورها في رفع ملفات المرضى المعوزين الى مديريات الشؤون الاجتماعية على مستوى الولاية. هل يمكن أن نعرف البرنامج المسطر من طرفكم للعام الجاري 2010 من أجل المشاركة في حملة ضد هذا الداء؟ في الحقيقة هذا يدخل ضمن البرنامج الذي سطرناه لهذه السنة، فنحن نقوم بحملات تحسيسية في كل يوم اثنين يتصادف مع بداية الشهر الجديد، ولذلك فموعدنا للشهر القادم سيتصادف مع يوم 3 ماي وأنتم مدعوون للوقوف على البرنامج الذي سيهدف لتوعية المواطنين والمرضى على حد السواء، كما سيكون مضمونه منصبا على النقاط الأربعة الأساسية والتي تعنى بالتربية الصحية التي تعتمد على تلقين المواطن كيفيات الوضوء والغسل وتنظيف الارجل، بالاضافة الى التطرق لمشكل القدم السكرية، وهو اخطر مشكل نتعرض اليه هنا في الجزائر، كذلك سنخصص جانبا لموضوع المرأة الحامل المصابة بالسكري، علاوة على داء السكري عند الاطفال الصغار، زيادة على كيفية التعامل مع المرض في شهر رمضان. كما اننا نقوم في هذه العملية بعمليات تشخيص للداء، حيث نتمكن من الكشف عن 2 الى 3 اشخاص حاملين للمرض دون أن يكونوا على علم مسبق، وفي اعتقادي ذلك من ابرز المشاكل التي نعانيها اليوم، فالجزائري لا يذهب الى المستشفى الا في الحالات المتطورة والخطيرة، وهو ما يعقد المسائل، وكما تعلم هناك مصابون بالسكري لا يعرفون ذلك إلا بعد مرور 10 سنوات، حيث يظهر ذلك بعد اجراء تحاليل طبية قد يضطر الى إجرائها بعد يأس من الشفاء من جرح مثلا. بالنسبة لإنشاء دور مرضى السكري، هل نجحت الفكرة في ما كان يُتطلع إليه؟ اسمح لي أن أقول إن الفكرة كانت قرارا شجاعا من الوزير الصحة السابق السيد يحي قيدوم الذي وقع القانون وامر ببناء دار لمرضى السكري في كل ولاية، لكن وللأسف بعض هذه الدور لا تحتوي بداخلها إلا على الجدران فقط.. أي لاتوجد أي إمكانيات حقيقية، وهذا ما يجعل المرضى يعانون الأمرين، ولكن هذا لاينفي وجود دور في حالة جيدة مثل دار بوزريعة وسطاوالي والحراش. بالنسبة لمطالبكم والخطة التي تودون التقيد بها في مستقبلا، هل يمكن أن نعرف جزءا منها؟ خطتنا مبنية على مطلبين أساسيين، الأول يتمثل في نداء سنوجهه الى وزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات من اجل اقامة برنامج للتعاون بينها وبين وزارة التربية الوطنية ووزارة التضامن الوطني، قصد إيفاد طبيب وممرض على مستوى كل مؤسسة تربوية من اجل توعية الشباب والتلاميذ على تربية صحية تسهم في القضاء عبر الوقاية على داء السكري، وأعتقد أن الوقاية كانت دوما احسن العلاج. أما المطلب الثاني فيتمثل في نداء آخر للسلطات من اجل التكفل بتسريع القيام بالعمليات الجراحية قصد زراعة عضو البنكرياس الاصطناعي والذي يوقف استخدام الانسولين، حيث يقوم هو بنفسه بهذه العملية مع الشعور بتناقص كمية السكر في الدم، ونحن نتمنى من وزارة الصحة التسريع في هذه العملية، لاسيما وأن لدينا حوالي 5000 طفل مصاب بداء السكري على المستوى الوطني، ومن الطبيعي ان التسريع في هذه العملية سيخفف من الانفاق والمعاناة اليومية لهؤلاء.