يتواجد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله منذ الاثنين الماضي بالمملكة العربية السعودبة في زيارة خاصة من أجل حضور الملتقى العلمي المقام في السعودية حول الإرهاب والتطرف. وحسب ما أفادت به مصادر ل ''الحوار'' فإن تواجد الوزير في المملكة جاء من أجل قيادة الوفد الجزائري المشارك في الملتقى الدولي حول الإرهاب في السعودبة، وذلك من منطلق أن هذا الأخير الذي يحمل عنوان (دور الإنترنت في محاربة الإرهاب والتطرف) الذي تنظمه جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية بالتعاون مع وزارة الداخلية وفريق مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة والمركز العالمي لمكافحة الإرهاب بالولايات المتحدةالأمريكية ووزارة الخارجية الألمانية خلال الفترة من 20 22/2/1432ه بمقر الجامعة في الرياض، يتناول موضوع التطرف ومحاربته. وسيقدم غلام الله أهم الدروس والمحاور من رحم المعاناة في الجزائر، ونقل تجرية الجزائر التي شهد لها الجميع بالريادة في محاربة هذه الظاهرة التي عانت منها إبان الأزمة التي مرت بها خلال التسعينات، من خلال ما تعرضت له من غزو فكري جراء الفتاوى العابرة للقارات والقادمة من دول المشرق العربي خاصة. وبالعودة إلى هذا الموضوع يطرح مراقبون انشغالات كثيرة تتعلق خاصة بالمساجد عبر ربوع الوطن لدورها في البناء الفكري والروحي للمواطن، مع العلم أن معظم، إن لم نقل كل الجزائريين هم من رواد المساجد فعددهم يناهز 14 مليون مصل. فالسلطات الدينية الجزائرية مافتئت تواجه تحديات كبيرة مما حدا بوزارة الشؤون الدينية ممثلة في وزيرها بو عبد الله غلام الله إلى الإعلان بأن البلاد مرت ''أزمة ثقافية ودينية حادة''. وتعهد الوزير السنة الماضية في ملتقى الأمن الفكري في المنطقة المغاربية ببسكرة ببذل كل ما في وسعه لبحث وربما حظر أي عمل ''ذي طبيعة منحرفة ويدعو لأفكار هدامة ولا تتماشى مع مبادئنا وقيمنا''. و قامت الوزارة في السابق بطبع جميع النسخ المتداولة من القرآن الكريم من قبل السلطات المعنية بعد موافقة لجنة محلية تخصص لهذا الغرض، لإيقاف الفتاوى التي تصدر من كل من ''هب ودب'' خدمة لأغراض معينة. ويأتي هذا الملتقى المقام في السعودية والذي تختتم أشغاله اليوم بعد الملتقى الذي تم تنظيمه السنة المنصرمة حول الأمن الفكري في المنطقة المغاربية بالجزائر، في وقت أصبحت فيه بعض الأطراف تتلقى فتاوى تكفيرية من دول أجنبية عن طريق الانترنيت، وهذا تحت راية الدفاع عن الإسلام ومحاربة ما يسمونهم ''أعداء الله'' ، وللحد من الظاهرة التي أخذت في الزوال نوعا ما مقارنة مع سنوات الدم التي عرفتها الجزائر وهذا بفضل جهود الدولة في هذا المجال. وقد حمّل بوعبد الله غلام الله العلماء آنذاك جزءا من المسؤولية في ظاهرة الإرهاب كنتيجة حتمية لشيوع الفتاوى المهجورة، وقال في هذا الخصوص ''النفوذ العلمي الذي كان للعلماء لما انحسر خلف فراغا أغرى المتحدثين باسم الدين ممن ليسوا مؤهلين باستيراد مناهج هي أصلح للبيئات التي أفتاها علماؤها بمقتضاها، وهكذا شاعت فتاوى مهجورة الباعث إلى إحيائها هو حب التميز والصدارة، وكان من الحتمي أن تتمخض هذه الأفكار الدخيلة عن سلوك متطرف في التكفير والتفسيق وعن ظاهرة الإرهاب الذي استباح الدماء واستحل هتك الأعراض والفساد''.