تحصي الجزائر سنويا ما بين 5 و7 آلاف حالة إصابة جديدة بسرطان الثدي الذي يمثل 21 % من مجموع السرطانات بالوطن. ويرى أخصائيون أن حالات الإصابة بهذا النوع من السرطان في ازدياد بالوطن، ويمس النساء ما بعد العقد الرابع على وجه الخصوص لأسباب اختصروها في الامتناع عن الرضاعة الطبيعية واستعمال وسائل منع الحمل والبدانة والنمط المعيشي العام. وقال الدكتور صالح ديلام أخصائي أمراض الثدي بمركز مكافحة السرطان بالعاصمة، إن سرطان الثدي يمس بالخصوص فئة النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 45 و55 سنة، وعليه تنظم جمعية نور الضحى للمرضى المصابين بالسرطان حملة تحسيسية وقائية عبر الوطن طيلة الشهر الجاري للكشف المبكر عن سرطان الثدي. ووصفت السيدة قاسمي رئيسة الجمعية خلال ندوة صحفية نظمت أمس بدار الصحافة طاهر جاووت سرطان الثدي بالمرض الثقيل الذي لا يتم كشفه غالبا إلا في مرحلته النهائية. وحدّد بالوطن تاريخ الثامن أكتوبر من كل سنة لإطلاق حملات مماثلة تدوم الشهر بأكمله للتعريف بالمرض وطرق الإصابة به والوقاية منه. وأكّدت المتحدثة أن فئة كبيرة من النساء بالمناطق الداخلية للوطن لا يعرفن سرطان الثدي ولم يسمعن عنه وذلك خلال حملة للجمعية مست مدنا وقرى نائية بالجنوب الكبير للجزائر. وبالحديث عن الكشف المبكر، قال الدكتور ديلام إن العتاد الطبي المتوفر لا يفي بالغرض كونه متمركزا بالعاصمة وكبريات المدن، إذ توّفر العاصمة 4 أجهزة كشف (ماموغرافي) بالمستشفيات العمومية، إضافة إلى خدمات القطاع الخاص وهو ما لا يتوفر في مستشفيات الجنوب وبالمناطق المعزولة، ما يطرح هنا حتمية إعادة النظر في مركزية العلاج خاصة وأن تنقل المريضة إلى العاصمة للكشف والعلاج يطرح مشاكل أخرى في الإيواء وتكاليف العلاج والسفر على السواء. كما يطرح من جهة أخرى مشكل ندرة بعض الأدوية وانقطاعها وغلاء أثمانها إذ يصل متوسط ثمن الدواء إلى 3 ملايين سنتيم، ناهيك عن مشكل التعويض. بالمقابل، أثنى الدكتور ديلام على التحسن الملحوظ في التكفل بمرضى السرطانات عامة وسرطان الثدي بالخصوص، موضحا أن معدل الحياة للمصابة بالسرطان قد تحسن لتصل إلى 5 سنوات بعد الإصابة في 70 % من الحالات علما أنها قبل 5 سنوات لم تكن تتعدى 30 %. جدير بالإشارة أن سرطان الثدي يصنف بالوطن الأول لدى النساء ب21 % من مجموع السرطانات العامة، يليه سرطان عنق الرحم الذي يأمل الأطباء أن يتراجع بعد إدماج اللقاح المضاد في جدول التلقيح الوطني.