نفى المفكر المصري جمال البنا قصد الهجوم على المذهب السني، في كتابه الجديد ''جناية قبيلة حدثنا''، مؤكداً أن توقيت طرحه في الأسواق هذه الأيام ليس مرتبطاً بالجدل الذي شهده الأسبوع الأخير من رمضان الماضي، بين د. يوسف القرضاوي وبعض مراجع الشيعة، على خلفية تحذير القرضاوي من ''حركة تشييع'' تنشط في مصر. وقال البنا إنه توقع هجمة شديدة على الكتاب واعتباره مسيئا للسنة، انطلاقا من عنوانه، دون تكلف عناء قراءة تفاصيله، مشيرا إلى أنه يقصد بقبيلة ''حدثنا'' هؤلاء الذين نقلوا للمسلمين عبر القرون الطويلة الماضية مئات الأحاديث ونسبوها للرسول صلى الله عليه وسلم. يقول البنا: تحسبت لمحاولات إخراج الكتاب عن معناه ومقاصده، فكتبت في مقدمته أنه لا يقصد ''السُنّة'' لأنها العمل والمنهج والدأب والطريقة، ولكنه يعني الأحاديث الشفوية التي تناقلها المحدثون عبر 150 عام قبل بدء التدوين''. مضيفا: ''في العهد النبوي والخلفاء الراشدين كان الموقف المقرر هو تحريم كتابة الأحاديث، وأن من كتب شيئاً فإنما يكون لفكرة أن يحفظه، وبعد ذلك يتخلص منه''. وأشار إلى أن الكتاب يذكر حشدًا من أحاديث الرسول، ومن أقوال الخلفاء الراشدين، فضلاً عن الواقعة التاريخية، وهي أن الأحاديث لم تدون في عهد الخلفاء الراشدين، وأن عمر بن الخطاب بعد أن ارتأى تدوينها ظل يستخير الله شهرًا ثم خرج وقال: إنه ذكر أقوامًا وضعوا كتبًا وانكبوا عليها، ''وأنا لا أشرك بكتاب الله شيئاً''. ويدعي جمال البنا في الفصل الأخير من الكتاب أن مسألة رؤية الله يوم القيامة دخيلة على العقيدة ويقول إن فكرة الإيمان بعذاب القبر والشفاعة والحوض والميزان ذي الكفتين واللسان كلها أيضا كذلك !. وكان الشيخ يوسف البدري أصدر فتوى بعدم الأخذ بآراء البنا ونشرها أو اذاعتها اعلاميا، مطالبا الاعلاميين ''بالتوبة عن ترويجهم له''، لأن ذلك على حد قوله ''يجعلهم آثمين مأزورين'' ويورطهم في ''ارتكاب مخالفات شرعية عنيفة''.