قال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إن الجزائر ستبذل ما بوسعها من أجل مسايرة أهداف المنظمة الفرانكوفونية ونشاطاتها ومناقشاتها، موضحا أنه ''بغض النظر عن الوضع القانوني الذي يعترف لها به للمشاركة في الأعمال فإن حضور الجزائر في قمم المنظمة دليل على الاهتمام الذي توليه للمنظمة الدولية للفرانكوفونية التي ترغب في أن تباشر معها تعاونا ملموسا في مجالات الثقافة والتربية والبيئة". ألقى الرئيس بوتفليقة،أول أمس، بكيبك (كندا) كلمة أمام القمة الثانية عشرة لرؤساء دول وحكومات البلدان المشتركة في تداول اللغة الفرنسية، وأكد بأن الجزائر الحريصة على هويتها الوطنية العربية الأمازيغية، بذلت جهودا معتبرة من أجل تكوين المكونين لتعليم الفرنسية ضمن منظومتها التربوية ومن أجل تمكين شبابها من الانفتاح أكثر على العالم، مضيفا بأنه فضلا عن تداول اللغة الفرنسية التي تشكل أداة أساسية للتخاطب والاتصال، فإنه ''من الثابت أن سعينا إلى تشجيع حوار الثقافات ينبغي أن يتجاوز المناقشات والمحادثات الرسمية". وأشار إلى أن الأعضاء في المنظمة الدولية للفرانكوفونية ''تملك بحكم انتماءاتها الحضارية وتنوعها الثقافي القدرة على التأثير الإيجابي من أجل تحقيق وتعميق الحوار الثقافي الحقيقي الضروري للحفاظ على السلم ودعم التنمية والرفاه في العالم وإفحام دعاة نظرية صدام الحضارات، التي لا تستند لأي أساس ولا ينجم عنها إلا الثبور والوبال". وأوضح الرئيس بأن ''الحوار الثقافي المقرون بمقاربة تشاورية بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية تتوخى تقليص الفجوة الاقتصادية والاجتماعية هما الحصن الحصين ضد مشاعر كراهية الأجانب واللاتسامح وأفضل حافز على إقامة السلم والأمن الدوليين والحفاظ عليهما". وأضاف بوتفليقة في هذا الصدد أن حوار الثقافات ''هو أكثر التوجهات الواجبة كي يتسنى فضلا عن إشاعة التفاهم بين مختلف الثقافات تكوين الموارد البشرية الضرورية كأشد ما تكون الضرورة لكل مجهود تنموي، كما أن التعاون الثقافي والعلمي والتقني ونقل التكنولوجيات والمهارات تشكل جميعها أرضية حيث يمكن لجهودنا أن تؤتي أكلها وتثمر فيها". وبشأن الأزمة المالية العالمية، دعا بوتفليقة إلى إنشاء ''هيئة ضبط ورقابة دولية تسهر على إبعاد مظاهر الاختلال والأخطار التي تصيب قاطبة المنظومة أيا كان مقترفوها ومهما كانت أسبابها. وقال إن هيئة من هذا القبيل لن تكون إلا تجسيدا صادقا ومنطقيا للالتزامات العديدة المتعددة التي تعهدت بها المجموعة الدولية لاسيما في قمة الألفية وفي إطار مجموعة الثمانية وفي ندوة مونتيري حول تمويل التنمية، داعيا في مقام آخر إلى صياغة سياسة جديدة من أجل إنعاش مستديم للاقتصاد العالمي. من جانب آخر جدد بوتفليقة تمسك الجزائر بالدعوة إلى إبرام اتفاقية شاملة لمحاربة الإرهاب الدولي تتضمن تعريفا لا لبس فيه لهذه الآفة، تعريفا يفرق - حسبما قاله - بكل وضوح بين الكفاح المشروع ضد الاحتلال الأجنبي والأعمال التي يقترفها أفراد أو مجموعات إرهابية ويتحاشى كل خلط يلحق الضرر بحوار الثقافات والحضارات.