اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي تشارك في الندوة ال48 لل"إيكوكو" بلشبونة    الجزائر تؤكد أن مذكرتي الاعتقال بحق مسؤولين صهيونيين تمثلان خطوة نحو إنهاء عقود من الإفلات من العقاب    منظمة الصحة العالمية:الوضع في مستشفى كمال عدوان بغزة مأساوي    لبنان يجدد التزامه بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701    الرئيس الاول للمحكمة العليا: الجميع مطالب بالتصدي لكل ما من شأنه الاستهانة بقوانين الجمهورية    المجمع العمومي لإنجاز السكك الحديدية : رفع تحدي إنجاز المشاريع الكبرى في آجالها    انخراط كل الوزارات والهيئات في تنفيذ برنامج تطوير الطاقات المتجددة    اكتشفوا أحدث الابتكارات في عدة مجالات.. اختتام "زيارة التميز التكنولوجي" في الصين لتعزيز مهارات 20 طالبا    مخرجات اجتماع مجلس الوزراء : رئيس الجمهورية يريد تسريع تجسيد الوعود الانتخابية والتكفل بحاجيات المواطن    مستغانم.. فسخ أزيد من 20 عقد امتياز لاستغلال عقار صناعي    دراجات/الاتحاد العربي: الاتحادية الجزائرية تفوز بدرع التفوق 2023    إبراز جهود الجزائر في مكافحة العنف ضد المرأة    بومرداس.. ترحيل 160 عائلة من قاطني الشاليهات إلى سكنات جديدة    المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر بورقلة: تسليط الضوء على أدب الطفل والتحديات الرقمية الراهنة    وفد طبي إيطالي في الجزائر لإجراء عمليات جراحية قلبية معقدة للاطفال    تواصل اجتماعات الدورة ال70 للجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي بمونتريال    كأس الكونفدرالية الإفريقية: شباب قسنطينة يشد الرحال نحو تونس لمواجهة النادي الصفاقسي    مجلة "رسالة المسجد" تنجح في تحقيق معايير اعتماد معامل التأثير والاستشهادات المرجعية العربي    كرة اليد/بطولة افريقيا للأمم-2024 /سيدات: المنتخب الوطني بكينشاسا لإعادة الاعتبار للكرة النسوية    حرائق الغابات في سنة 2024 تسجل أحد أدنى المستويات منذ الاستقلال    ملتقى وطني حول التحول الرقمي في منظومة التكوين والبحث في قطاع التعليم العالي يوم ال27 نوفمبر بجامعة الجزائر 3    رئيس الجمهورية يشرف على افتتاح السنة القضائية 2024-2025    الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي : مشروع "غزة، من المسافة صفر" يفتك ثلاث جوائز    الحفل الاستذكاري لأميرة الطرب العربي : فنانون جزائريون يطربون الجمهور بأجمل ما غنّت وردة الجزائرية    افتتاح الملتقى الدولي الثاني حول استخدام الذكاء الإصطناعي وتجسيد الرقمنة الإدارية بجامعة المسيلة    الجَزَائِر العَاشقة لأَرضِ فِلسَطِين المُباركَة    عطاف يستقبل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى الإيراني    عين الدفلى: اطلاق حملة تحسيسية حول مخاطر الحمولة الزائدة لمركبات نقل البضائع    الوادي: انتقاء عشرة أعمال للمشاركة في المسابقة الوطنية الجامعية للتنشيط على الركح    "تسيير الارشيف في قطاع الصحة والتحول الرقمي" محور أشغال ملتقى بالجزائر العاصمة    الجامعة العربية تحذر من نوايا الاحتلال الصهيوني توسيع عدوانه في المنطقة    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر    وفاق سطيف يرتقي إلى المركز الخامس    الخضر أبطال إفريقيا    تعزيز التعاون بين جيشي البلدين    "طوفان الأقصى" ساق الاحتلال إلى المحاكم الدولية    مازة يسجل سادس أهدافه مع هيرتا برلين    وداع تاريخي للراحل رشيد مخلوفي في سانت إيتيان    المنتخب الوطني العسكري يتوَّج بالذهب    ندوات لتقييم التحول الرقمي في قطاع التربية    وكالة جديدة للقرض الشعبي الجزائري بوهران    الجزائر أول قوة اقتصادية في إفريقيا نهاية 2030    بوريل يدعو من بيروت لوقف فوري للإطلاق النار    الرياضة جزء أساسي في علاج المرض    دورات تكوينية للاستفادة من تمويل "نازدا"    باكستان والجزائر تتألقان    تشكيليّو "جمعية الفنون الجميلة" أوّل الضيوف    قافلة الذاكرة تحطّ بولاية البليدة    هلاك شخص ومصابان في حادثي مرور    على درب الحياة بالحلو والمرّ    سقوط طفل من الطابق الرابع لعمارة        قرعة استثنائية للحج    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجزائر تدعو إلى إتفاقية شاملة لمحاربة الإرهاب
رئيس الجمهورية أمام القمة ال12 لرؤساء دول وحكومات البلدان المشتركة في تداول الفرنسية
نشر في الشعب يوم 19 - 10 - 2008


دولة الوزير الأول لكندا
دولة الوزير الأول لمقاطعة كيبك
أصحاب الفخامة والدولة رؤساء الدول والحكومات
أصحاب المعالي والسعادة
حضرات السيدات والسادة
يروق لي في المستهل أن أعرب عن خالص الشكر لدولة الوزير الأول لكندا ودولة الوزير الأول لكيبك لتفضلهما بدعوتي للمشاركة في القمة الثانية عشرة لرؤساء دول وحكومات البلدان المشتركة في تداول اللغة الفرنسية، إنها ثالث مرة أتشرف وأسعد فيها بحضور هذه القمة . فبعد بيروت العاصمة العربية وبعد واغادوغو العاصمة الإفريقية يشكل حضوري معكم اليوم تأكيد تقدير الجزائر لمبادئ المنظمة الدولية للفرنكوفونية وأهدافها ونشاطاتها، هذا وتمثل مشاركتنا في هذه القمة من بين ما تمثله إكراما للشعب الكندي الذي تربطنا به الكثير من أواصر الصداقة والمودة.
ضف إلى ذلك أننا نلبي الدعوة الكريمة التي تفضل بها الرئيس ساركوزي بتاريخ 20 مارس 2008 بمناسبة اليوم العالمي للفرنكوفونية، إن رهانات هذه القمة تبدو واضحة جلية من خلال الاختيار الصائب للمواضيع المعروضة علينا فهي ثمينة بأن تكون محل مداولات مثمرة وهذا سواء أتعلق الأمر بالديمقراطية أم بدولة الحق والقانون أو بتصريف الاقتصاد أو بالبيئة أو باللغة الفرنسية .
ولما كنا من بلد نام ينتمي إلى المجموعة الإفريقية والعربية معا دعوني في هذه المداخلة أركز اهتمامي على المشاكل والتحديات التي تواجهها هاتان المجموعتان وعلى التهديدات التي تحيط بعالمنا ليس من حيث السلم والأمن فحسب وإنما كذلك من حيث الاختلالات التي تعتري الاقتصاد العالمي ومن حيث التحديات الإيكولوجية، وسأتناول كذلك مسألة جوهرية مسألة الحوار بل التحالف بين الثقافات والحضارات وقدرة المنظمة الدولية للفرنكوفونية على الاضطلاع بدور ريادي في هذا المضمار بالنظر إلى التنوع الثقافي الذي يتميز به أعضاؤها وبالنظر كذلك إلى استعمال اللغة الفرنسية أداة ووسيطا للاتصال والتقارب .
التخاطب الصريح حول الهموم المشتركة
دولة الوزير الأول لكندا
دولة الوزير الأول لمقاطعة كيبك
أصحاب الفخامة والدولة رؤساء الدول والحكومات
أصحاب المعالي والسعادة
حضرات السيدات والسادة
إن القمم التي تجمع على غرار هذه بلدانا متنوعة الثقافة والحضارة ومتفاوتة من حيث مستوى التنمية تتيح الفرصة للنقاش والتخاطب الصريح حول الهموم المشتركة التي يتخبط فيها العالم، فالديمقراطية ودولة الحق والقانون المفهومان المتلازمان هما بمثابة الشغل الشاغل للجزائر التي حققت منذ استقلالها انجازات جلى في مجال بناء الدولة العصرية والمجتمع المتفتح على العالم.
إن الخطوات المعتبرة هذه تحملنا بطبيعة الحال على تعزيز دولة الحق والقانون من خلال ترشيد سيرها مع الحرص على فسح المجال لبروز مجتمع مدني توخيا لترسيخ التجربة الديمقراطية في بلادنا .
لقد باتت الديمقراطية وحقوق الإنسان وممارسة الحريات الأساسية اليوم مكاسب يستحيل على الشعب الجزائري التفريط فيها، وهل لنا أن نذكر بأن الجزائر كانت في طليعة البلدان الإفريقية التي إمتثلت لآلية التقويم من قبل النظراء المستحدثة في إطار الاتحاد الإفريقي.
أما تصريف الاقتصاد فإنه يشكل موضوعا أساسا لا سيما بالنسبة للبلدان النامية وهذا من حيث إنه يرهن تحسن المؤشرات الأساسية لإقتصاد كل منها ومن ثمة مؤشرات التنمية البشرية فيها، لقد باشرت الجزائر منذ سنوات مسار إصلاحات واسع النطاق جدير بتسهيل الانتقال إلى اقتصاد السوق والاندماج ضمن الاقتصاد العالمي.
ولأجل بلوغ هذه الغاية اختارت الانفتاح على الاستثمارات الأجنبية المباشرة ودعمته بالسعي الدؤوب لتحسين مناخ الأعمال يوما بعد يوم، كما باشرت بلادي برنامجا طموحا لتطوير المنشآت الاقتصادية والاجتماعية الكبرى أشركت فيه إلى جانب الشركات الجزائرية عددا من المجموعات الدولية من ضمنها مجموعات كندية .
إننا نثمن اللغة الفرنسية من حيث هي أداة ووسيلة للتخاطب والاتصال،
ومن هذا المنظور بذلت بلادي الحريصة على الدوام على هويتها الوطنية العربية الأمازيغية جهودا معتبرة من أجل تكوين المكونين لتعليم الفرنسية ضمن منظومتها التربوية ومن أجل تمكين شبابها من الانفتاح أكثر على العالم .
ظروف حبلى بالتهديدات
دولة الوزير الأول لكندا
دولة الوزير الأول لمقاطعة كيبك
أصحاب الفخامة والدولة رؤساء الدول والحكومات
أصحاب المعالي والسعادة
حضرات السيدات والسادة
ينعقد لقاؤنا هذا في ظروف حبلى بالتهديدات سواء فيما يخص السلم والأمن الدوليين أو فيما يخص العلاقات الاقتصادية الدولية، فالأزمة المالية التي تهز العالم من أخطر الأزمات وأكثرها مبعثا على القلق تستدعي قرارات عاجلة بل إعادة صياغة النظام الاقتصادي والمالي العالمي الذي أثبت محدوديته.
ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء لوجدنا أنفسنا نتفق في الرأي مع البلدان النامية حين طالبت قبل سنوات خلت بإقامة نظام إقتصادي عالمي جديد قائم على العدل والتقاسم والإنصاف، فالأزمة التي تعصف بالبلدان الصناعية حاليا تضرب كذلك البلدان النامية التي تتفاقم حدة مشاكلها الإقتصادية الهيكلية مع بروز تهديدات جديدة وصعوبات ترهن مستقبلها.
لقد بات ارتفاع أسعار المواد الغذائية وبوادر النكوص إلى عهد المجاعة الذي شهدته سبعينيات القرن الفارط إنشغالا بالغا في عدد من البلدان، وإنه لمن المستعجل المبادرة بضبط وتنفيذ استراتيجية عالمية تشاورية في إطار تعاون متجدد ومحكم بين البلدان الصناعية والبلدان النامية من أجل التصدي لأسباب هذا الوضع المأساوي المتمثلة في المضاربة ومنطق السوق المرسلة العنان والإفراط في اللجوء إلى الدعم والجنوح إلى تطوير إنتاج الوقود النباتي.
إن مسألة الأمن الغذائي والتحديات الناجمة عن إشكالية التغيرات المناخية تمثل قضية حيوية بالنسبة لقاطبة بلدان المعمورة وأكثر من ذلك بالنسبة للبلدان الأقل نموا وبالأخص منها بلدان القارة الإفريقية .
لقد بدأنا نشهد تداركا للوعي دوليا فيما يخص البيئة والإلمام بالتحديات التي تطرحها التغيرات المناخية، إن رهانات التنمية المستدامة تستوقفنا جميعا لتغيير سلوكنا في مجالي الإنتاج والاستهلاك.
مع ذلك، ينبغي أن يكون هدف النمو الإيكولوجي بلورة للمسار التاريخي الخاص بكل بلد، وينبغي للبلدان المصنعة أن تقر بمسؤوليتها التاريخية في تدهور الأوضاع البيئية وأن تسهم من ثمة إسهاما ملموسا في الحفاظ على البيئة داخل حدودها وفي البلدان النامية على حد سواء في النطاق الثنائي أو المتعدد الأطراف.
لقد انتهجت الجزائر خيار التنمية المستدامة القائمة على مزيد من الفعالية الطاقوية لكن كذلك على تطوير الطاقات المتجددة وعلى أخذ البعد البيئي في الحسبان في سائر السياسات العمومية .
من هذا الباب وفضلا عن التصديق على أهم الأدوات الدولية في الموضوع عمدت الجزائر إلى إصدار عدد من النصوص التشريعية ذات الصلة بالتنمية المستدامة والحفاظ على المناطق الساحلية والجبلية والتحكم في الطاقة وتسيير النفايات.
وبشأن هذين الملفين الحيويين قد يكون من المواتي أن تضم هذه القمة صوتها إلى النداء المطالب بإدراج إشكاليات التغير المناخي والأمن الغذائي ضمن جدول الأعمال الخاص بالمناخ وبتكثيف تجند المجموعة الدولية لصالح
تجديد وإنعاش القطاع الفلاحي في العالم ككل وفي البلدان النامية على وجه الخصوص.
ودعوني أعيد إلى الأذهان أن هناك فضلا عن الأزمة المالية وشبح الأزمة الغذائية والتحديات الإيكولوجية المطروحة مسألة تذبذب أسعار المواد الأولية التي تشكل المصدر الأساسي للمداخيل في الدول النامية، إنه ليتعين وجوبا على المجموعة الدولية بالنظر إلى خطر الركود الشامل أن تصوغ على أساس تحليل مشترك سياسة لإنعاش الاقتصادي العالمي إنعاشا دائم المفعول وهذا من حيث إن الاستقرار والأمن في العالم يتوقفان على ذلك .
غياب الضوابط وتراجع جهود تطهير السوق
والحصيلة المرعبة هذه التي تنذر بتباطؤ وتيرة النمو العالمي ماهي سوى نتيجة للإختلال ولضعف القدرة على الإستشراف على الصعيد العالمي بفعل غياب الضوابط والتراجع الملاحظ لجهود تطهير المحيط الاقتصادي التطهير الذي ترك لقوانين السوق وحدها.
إن ضرورة العمد إلى مقاربة جديدة في تصريف الاقتصاد على الصعيد العالمي تفرض نفسها وتأخذ طابعا استعجاليا مؤكدا، إن التصريف هذا لا بد أن يشترك فيه الجميع في إطار منظمة الأمم المتحدة، ذلكم شرط لا مناص منه لضمان إنخراط كافة أعضاء المجموعة الدولية ولتجاوز النظام الجائر المفروض غداة الحرب العالمية الثانية خدمة لمصالح عدد محدود من البلدان.
لابد من إشراك البلدان النامية على الوجه الأكمل في هذا المسعى الجديد الذي يتمثل في الإصلاح الشامل الضروري لمنظومة الأمم المتحدة ولفحواها سياسيا واقتصاديا .
وقد تقدمت البلدان غير المنحازة والاتحاد الإفريقي بهذا الشأن بجملة من الاقتراحات البناءة، ويتعين تفعيل هذا الإصلاح مجددا والبلوغ به مبلغه بما يؤمن تحقيق السلم والاستقرار المنشودين بقوة خلال السنوات الآتية.
وفي هذا السياق يجدر التأكيد على أن الحفاظ على السلم والاستقرار كان الهاجس الأكبر والدائم بالنسبة للمنظمة القارية الإفريقية التي ينبغي الاعتراف لها بأنها خطت خطوات إيجابية في مجال اتقاء النزاعات وإدارتها وفي مجال التنمية وتعزيز الديمقراطية ودولة الحق والقانون .
كما أن هناك أمورا ما تزال عالقة ذلك أن بعض النزاعات تظل قائمة تهدد العديد من البلدان، والاتحاد الإفريقي في حاجة إلى المساعدة والدعم لبناء قدراته الخاصة في مجال حفظ السلام وكذلك في مجال إعادة التأهيل وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاعات.
وربما كان في جنوح البلدان المتقدمة بقدر أوفى إلى تجسيد قرارات قمة مجموعة الثمانية المنعقدة بمدينة غلن إيغلز بشأن المساعدات العمومية الموجهة للتنمية وتخفيف المديونية خطوة أولى بإتجاه القضاء على الفقر ورافديه المتمثلين في آفتي الإرهاب والهجرة السرية .
وما للجزائر من بد سوى الانضمام إلى النداء الذي أطلقه قبل بضعة أيام الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون داعيا إلى إحترام الإلتزامات التي تعهدت بها البلدان الصناعية بما يمكن من مراعاة الرزنامة المسطرة لآفاق 2015 .
من جهة أخرى تشكل المبادرة الفرنسية المتمثلة في الإتحاد من أجل المتوسط التي إنضمت إليها بلادي مبعثا على الأمل في تحقيق مثلنا الأعلى المشترك وجعل حوض المتوسط فضاء سلم واستقرار وتقدم يتقاسمه الجميع .
ولئن كان الاتحاد من أجل المتوسط ميالا إلى تحقيق المشاريع الملموسة فإنه لا يمكن له أن يغض الطرف عن الانشغالات السياسية، ولا بد أن يكون للإسهام في حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني مكان في جدول أعماله، إن البلدان الأعضاء في المنظمة الدولية للفرنكوفونية والكثير منها ينتمي إلى المنطقة المتوسطية بإمكانها أن تدلي بدلوها في تسوية النزاعات التي تشهدها والتي قد تتحول في حالة عدم حلها إلى خطر يحيق بالسلم والاستقرار في هذه المنطقة البالغة الحساسية.
حوار ثقافي يحافظ على السلم والرفاه
دولة الوزير الأول لكندا
دولة الوزير الأول لمقاطعة كيبك
أصحاب الفخامة والدولة رؤساء الدول والحكومات
أصحاب المعالي والسعادة
حضرات السيدات والسادة
ما يزال الإرهاب يطول شتى مناطق العالم، إنه آفة تمارس شرورها يوميا وليس هناك ما يسوغ لأي أحد أن يعتبر نفسه في مأمن منها ما لم تبادر المجموعة الدولية بالقيام بعمل جماعي حازم وموصول يستند إلى أداة قانونية دولية شاملة.
إن الجزائر ما فتئت تدعو منذ أكثر من عقد من الزمن إلى إبرام اتفاقية شاملة لمحاربة الإرهاب الدولي تتضمن تعريفا لا لبس فيه لهذه الآفة تعريفا يفرق بكل وضوح بين الكفاح المشروع ضد الاحتلال الأجنبي والأعمال التي يقترفها أفراد أو مجموعات إرهابية ويتحاشى كل خلط يلحق الضرر بحوار الثقافات والحضارات.
والبلدان الأعضاء في المنظمة الدولية للفرنكوفونية تملك بحكم انتماءاتها الحضارية وتنوعها الثقافي القدرة على التأثير الايجابي من أجل تحقيق وتعميق الحوار الثقافي الحقيقي الضروري للحفاظ على السلم ودعم التنمية والرفاه في العالم وإفحام دعاة نظرية صدام الحضارات التي لا تستند لأي أساس ولا ينجم عنها إلا الثبور والوبال.
إن الحوار الثقافي المقرون بمقاربة تشاورية بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية تتوخى تقليص الفجوة الاقتصادية والاجتماعية هما الحصن الحصين ضد مشاعر كراهية الأجانب واللاتسامح ومن ثمة وفضلا عن تداول اللغة الفرنسية التي تشكل أداة أساسية للتخاطب والاتصال فإنه من الثابت أن سعينا إلى تشجيع حوار الثقافات ينبغي أن يتجاوز المناقشات والمحادثات الرسمية المحصورة ضمن نطاق المؤسسات المتخصصة ليتكفل بالعنصر البشري وبتكوينه.
إن المحور هذا هو أكثر التوجهات الواجبة كي يتسنى فضلا عن إشاعة التفاهم بين مختلف الثقافات تكوين الموارد البشرية الضرورية كأشد ما تكون الضرورة لكل مجهود تنموي، كما أن التعاون الثقافي والعلمي والتقني ونقل التكنولوجيات والمهارات تشكل جميعها أرضية حيث يمكن لجهودنا أن تؤتي أكلها وتثمر فيها .
إن المنظمة الدولية للفرنكوفونية التي تتمتع برصيد أكيد من التجربة في مجال التربية هي بلا ريب أداة أساسية لتعزيز التعاون في هذا المجال الاستراتيجي بدءا بمحاربة الأمية ووصولا إلى التكوين وتعميق التبادل المدرسي والجامعي.
ولا يسعنا إلا أن نشجع التعاون بين المنظمة الدولية للفرنكوفونية والاتحاد الإفريقي في هذا المضمار الاستراتيجي منطلقين من التزام هذا الأخير بالعشرية الثانية للتربية في إفريقيا وبتنفيذها، إن المنظمة الدولية للفرنكوفونية التي سجلت نقاطا تحسب لها في مجال التعاون الثقافي والتربوي كفيلة بتعميق دورها على الصعيد السياسي وبالإدلاء بدلوها في المداولات الدولية، وإنني لعلى يقين من أن جهود الرئيس عبدو ضيوف في هذا الاتجاه وخبرته كانت وستظل مكسبات تتيح بلوغ هذه الغاية.
وستبذل الجزائر ما وسعها بذله من أجل مسايرة أهداف المنظمة ونشاطاتها ومناقشاتها، وبغض النظر عن الوضع القانوني الذي يعترف لها به للمشاركة في الأعمال فإن حضور الجزائر في هذه القمم دليل على الاهتمام الذي توليه للمنظمة الدولية للفرنكوفونية التي ترغب في أن تباشر معها تعاونا ملموسا في مجالات الثقافة والتربية والبيئة.
واسمحوا لي مرة أخرى بأن أعبر بمناسبة هذه الذكرى المئوية الرابعة لنشأة مقاطعة كيبك عن أخلص التمنيات بالازدهار والرقي للشعب الكندي قاطبة. كما أود أن أتوجه بالشكر إلى مضيفينا وأعني بهما الحكومة الكندية وحكومة مقاطعة كيبك على حسن التنظيم الذي ميز مجريات الأعمال وعلى دفء الاستقبال وهو ما أسهم إلى حد بعيد في نجاح القمة الثانية عشرة لرؤساء دول وحكومات البلدان المشتركة في تداول اللغة الفرنسية هذه .
هذا وقبل اختتام كلمتي دعوني أزجي تحيات الإكبار والاحترام للسيدة الفاضلة ميشال جان الحاكمة العامة لكندا التي تركت بالجزائر إثر الزيارة الرسمية التي شرفتنا بها في نوفمبر 2006 وقعا طيبا لن يبرح الذاكرة، ولابد لي في هذا المقام أن أؤكد أن تلك الزيارة أسهمت في توثيق الصلات بين بلدينا وذلكم ما يوجب علي أداء فروض الثناء المستحق للسيدة الحاكمة العامة. ستظل ذكرى القمة هذه خالدة بلا شك بالنظر إلى المواضيع التي تناولتها والقرارات التي اتخذتها.
إنها تؤرخ لبداية مرحلة جديدة في تاريخ المنظمة الدولية للفرنكوفونية بصفتها طرفا فاعلا له من التأثير ما له على الساحة الدولية،.
أشكركم على كرم الإصغاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.