كشفت شركة ''إنغاز'' الإسبانية الرائدة في مجال نقل وتخزين الغاز الطبيعي عبر العالم، أن الحكومة الإسبانية قررت رفع إمداداتها بنسبة 50 بالمائة من الغاز الطبيعي الجزائري خلال شهر سبتمبر الماضي، نتيجة انطلاق أشغال إنجاز خط أنبوب ميدغاز الرابط بين الجزائر وأوروبا عبر مدينة ألميريا الإسبانية على مسافة 210 كيلومتر، والتي يشرف عليها المركز الوطني لتوزيع الغاز بحاسي الرمل، في الوقت الذي لجأت فيه إلى زيادة طلبها الإجمالي من الغاز الطبيعي بنسبة 12 بالمائة خلال السنة الجارية. وأوضح لاردن انطونيو المدير التنفيذي لشركة ''إنغاز'' في تصريح تناقلته الصحف الإسبانية نهاية الأسبوع الفارط، أن مشروع إنجاز خط أنبوب ميدغاز الذي تستحوذ فيه الشركة الوطنية للمحروقات ''سوناطراك'' على 36 بالمائة من إجمالي الأسهم، من المتوقع أن يسلم شهر سبتمبر ,2009 في حالة عدم حدوث مشاكل إضافية على غرار الحادث الذي وقع منتصف سبتمبر الفارط في ورشة لإنجاز المشروع، والذي خلف مقتل 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وأضاف أن اسبانيا تستورد ما يزيد عن 59 بالمائة من احتياجاتها الوطنية للغاز الطبيعي من الجزائر، سواء عن طريق خط أنبوب الغاز المغرب- أوروبا الذي شرع في عمليات الإمداد خلال العام ,1994 ليربط بين مدينة حاسي الرمل وإسبانيا عبر المغرب ومضيق جبل طارق، كما يزود هذا الأنبوب إضافة إلى ذلك كل من البرتغال ودولا أوروبية أخرى، بطاقة استيعاب 13 مليار متر مكعب سنويا، أو من الصهاريج المتخصصة في نقل الغاز الطبيعي المسال انطلاقا من الجزائر. وتشمل عملية ربط أنبوب الغاز ميدغاز التي أوكلت لمجموعة من الشركات على غرار ''سيبسا''، ''ايبردرولا'' و''غاز فرنسا'' و''انديسا'' مهمة إنجازها اعتبارا من المرحلة الثامنة من مخطط الإنجاز، أكثر من 1 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الجزائري، مع إمكانية إجراء مزيد من التعديلات الرامية إلى زيادة المعروض المحتمل وصوله إلى أسواق شمال أوروبا، وهو ما دعّم ارتفاع حجم الواردات الإسبانية من الغاز الطبيعي الجزائري بنسبة 87ر33 بالمائة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، ليصل إلى حدود 759ر65 جيغاواط في الساعة، حسبما أفاده مؤخرا تقرير للجنة الإسبانية للطاقة.